الأميرة نيفين عباس حليم لـ « اسكندرية اليوم » : السادات ساعدنا ومجلس قيادة الثورة تنكر لنا - ومبارك « مابيحبش الهزار »

 

ايمن حمزة

 

« كنت أتابع أخبار مصر باستمرار ولن أنسى أننى قضيت فيها أجمل أيام حياتى ، خاصة فى الإسكندرية ، صحيح مرت علينا أيام صعبة بسبب اشتغال والدى بالسياسة ، ووقوفه إلى جوار العمال وتأسيسه أول حزب عمالى مصرى ، لكننا كنا سعداء لأننا نعيش فى مصر » ، بهذه الكلمات عبرت الأميرة نيفين عباس حليم ، سليلة أسرة محمد على باشا الكبير، عن عشقها لمصر ، وقالت فى حوارها مع « إسكندرية اليوم » الذى أجرى فى منزل الأسرة بالإسكندرية : إن الرئيس السادات وقف بجوار الأسرة ، والتمست الأعذار للرئيس مبارك ، وقالت إنه رجل « مش بتاع هزار » وانتقدت إهمال الدولة لأسرة محمد على ، وإلى نص الحوار :

خلال فترة سفرك للخارج هل كنت تتابعين أخبار مصر؟

نعم كنت أقرأ كل ما ينشر عن مصر ، خصوصاً ما ينشر عن أعضاء ثورة يوليو ، حتى الفنون وكل ما يتعلق بمصر ، من أخبار كنت أتابعها وأقرؤها .

هل شاهدت مسلسل « الملك فاروق » مؤخراً ؟

نعم شاهدته بس كان فيه حاجات عجيبة عن فاروق مثل بكائه بسبب عدم إنجاب الذكور وبعض الأشياء الأخرى لكن المجمل أن المسلسل كان جيداً .

عقب قيام الثورة استمرت الأسرة فى مصر حتى عام 1960 ، كيف كانت معاملة الناس لكم خلال هذه الفترة ؟

كل الناس تنكروا لنا وكانوا يخافون من زيارتنا ، خصوصاً الذين كانوا مقربين لنا باستثناء الخدم فى المنزل حيث كانوا يساعدوننا أحياناً لأنهم تعلقوا بنا كثيراً وكانوا يحبون أسرتى ، ورفض كل من يعرفنا توفير فرصة عمل لى لأنهم كانوا يخافون من الثورة ورجال الثورة ، فقررنا السفر للخارج ، وحصلت على تأشيرة للعلاج وسافرت إلى أوروبا ثم إلى أمريكا .

ماذا عن الرئيس الراحل أنور السادات ؟

الرئيس السادات لم ينس لوالدى أنه ساعده ووقف إلى جواره وهو فى السجن ، لأن والدى أعطاه مالاً وملابس وهو فى وقت الشدة ، لذلك لم ينس السادات لوالدى وقوفه إلى جواره ورد لنا الجميل عندما أعاد لنا منزلنا الذى كنا نعيش فيه فى حى « جاردن سيتى » ، كما أنه عندما حاكمت الثورة والدى بتهمة الخيانة كان الرئيس السادات فى المحاكمة فأخذ والدى حكم عشر سنوات مع إيقاف التنفيذ بفضل السادات ، عليه رحمة الله .

لكن لماذا لم يتم الإفراج عن والدك وقتها ؟

هذا السؤال تم توجيهه للواء محمد نجيب ، من صحفى أمريكى ونشر الحوار فى الصحف وأجاب نجيب قائلاً : عباس حليم لازم يفضل فى السجن كى يبقى الوضع مستقراً ، لأنه لو خرج من السجن سيقود العمال إلى مظاهرات للمطالبة بعودة الملك ، فأبى كان يسبب أزمة للملك فؤاد وأزمة للملك فاروق وأزمة لرجال الثورة عبدالناصر وأتباعه .

لماذا سجنه الملك فؤاد ؟

لأنه فى عهد حكومة إسماعيل صدقى باشا نشر خطاباً مفتوحاً فى الصحافة يطالبه فيه بضرورة تغيير الدستور وتغيير الوضع القائم وحذره من احتراق البلد بسبب سياساته ، فكان رد فعل الملك فؤاد أن سلبه لقب النبيل ثم سجنه ، وقبل إصدار قرار القبض عليه اجتمع البرلمان المصرى فى فندق الكونتيننتال لأن المجلس كان محلولاً بأمر إسماعيل صدقى ومنحوا عباس حليم لقب « شريف » فخلع والدى الطربوش وارتدى « باريه » العمال وأصبح يلقب بالشريف عباس حليم مما أغضب الملك فسجنه .

متى خرج من السجن وعاد إليه لقب « نبيل » ؟

عندما جاء الملك فاروق أفرج عنه فوراً وأعاد إليه رتبة « نبيل » .

أشيع أن والدك كان له دور فى صفقة الأسلحة الفاسدة ؟

لا أعتقد ذلك ، بدليل أننا عقب قيام الثورة كنا نمر بظروف قاسية جدا ً، وعندما بحثت عن عمل وفشلت سافرت للخارج وعملت سكرتيرة فى إحدى الشركات ، ولو أننا حصلنا على ربح أو عمولة من صفقة الأسلحة فلماذا أبحث عن عمل فى الخارج ولماذا نعيش عيشة صعبة ؟

ماذا عن الحالة السياسية فى مصر قبل قيام الثورة ؟

كنت طفلة عندما شهدت مصر حريق القاهرة ، وأتذكر أن والدى طالب الأحزاب بتأليف جبهة موحدة لعلاج الموقف ولف على جميع رؤساء الأحزاب حتى المرشد العام للإخوان المسلمين ، لكن دون جدوى ، وبالفعل حدثت ثورة يوليو فانتقل الملك إلى المنتزه ووافق على التنازل عن العرش ، ورغم محاولات أبى لإثناء الملك فاروق عن التنازل فإن الملك رفض التمسك بالحكم وقرر أن يترك مصر حرصاً على دماء أبنائها ولئلا تقع حرب أهلية بين المصريين .

ماذا عن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وباقى أعضاء الثورة ؟

كل أعضاء الثورة كانوا يكرهوننا جداً جدا ً، باستثناء الرئيس السادات كما قلت ، ماذا عن الأموال والأراضى التى صادرتها الثورة ؟

المصادرة تختلف عن الحجز والتأميم وفرض الحراسة ، لأن المصادرة لا تحدث إلا بقانون وهو ما حدث معنا ، حيث صادرت الثورة كل ممتلكات العائلة المالكة بقانون ، ومن ثم إذا أرادت الدولة أن تعيد لنا شيئاً من أموالنا وأراضينا فلابد من صدور قانون ، وعموماً أنا لم ولن أطلب من أحد أن يعيد إلىّ ممتلكات أسرتى ، لأننى أميرة « برنسيسة » ولم أتعود على الطلب ، ولن أقف أمام الدولة المصرية والحكومة كى أطالب بحقى مثل العمال والفئات الأخرى ، لكن كنت أتصور أن الدولة ستهتم بأسرة محمد على ، بانى النهضة الحديثة فى مصر ، على اعتبار أننا مصريون ونستحق الرعاية بحكم أننا من أبناء مصر « يعنى تأمين صحى » أو رعاية من الدولة ، أو على الأقل نشعر باهتمام من الدولة التى تتحدث عن محمد على باشا يومياً بشكل محترم ، بينما هى تعاملنا ونحن أسرة محمد على بشكل غير طبيعى .

قيل إنك حاولت احتراف الفن وإنك تحبين التمثيل ؟

لم أمتهن الفن أو التمثيل وإنما كنت أحب التمثيل فى المنزل مع أشقائى وأصدقائى ، يعنى لعب أطفال نعمل مسلسل أو نعمل نفسنا فنانين ونجوم ، خصوصاً أن كثيراً من نجوم عصرنا كانوا أصدقاء للأسرة مثل أنور وجدى وليلى مراد وعمر الشريف وغيرهم وكانوا يترددون على منزلنا .

كيف تسير العلاقة بينكم وبين أسرة الرئيس مبارك حالياً ؟

لا أعرف الرئيس مبارك شخصياً ، لكننى أطالع الصحف وأشفق عليه مما هو فيه ، وأعتقد أنه شخص دبلوماسى ومشغول على طول لأنه « مش بتاع هزار » .

 

 

تاريخ العدد : 17/7/2010

 

 

الصفحة السابقة

 

Copyright 2008 © www.faroukmisr.net