خادمة احد امراء الاسرة العلوية ... عباس حليم رفض ال 50 جنية التى قررها له عبد الناصر

 

تحمل على كتفيها شقاء السنين وترتسم على وجهها طيبة الفلاحين وسماحة الزمن القديم  ، هي هانم صالح محمد زوجة السفرجي في قصر النبيل عباس حليم ، والتي بدأت في خدمته منذ 45 عاما لتكون شاهدا على السنوات الأخيرة في حياة النبيل الراحل .

وعباس حليم هو‏ حفيد الأمير محمد عبد الحليم ‏،‏ أحد أبناء محمد علي باشا مؤسس الأسرة العلوية ، ويقول الملف السري لسيرته المحفوظ بوزارة الخارجية البريطانية أنه من مواليد ‏1897 ,‏ خدم خلال الحرب العالمية الأولي‏ في صفوف القوات التركية ثم القوات الألمانية‏ ،‏ ملاكم جيد وسباح ولاعب تنس ،  وقد بذل جهدا واضحا في رعاية الرياضة في مصر‏ ,‏ واستمر حتى أكتوبر عام ‏1930‏ رئيسا لنادي السيارات المصري ‏.‏

في أكتوبر عام ‏1930‏ نشر الأمير الراحل بيانا طالب فيه الملك فؤاد بإعادة الوفد إلي الوزارة حتى لا يدفع مصر إلي هاوية حرب أهلية ‏,‏ فما كان من الملك إلا أن حرمه من لقب ( النبالة ) والحقوق المترتبة عليه وأصبح مجرد أفندي‏ ,‏ ولكنه اكتسب من جراء ذلك شعبية كبيرة ، ثم دخل سجن الأجانب بعدها لتضامنه مع العمال .

تقول هانم عن الأمير الراحل ( كان طبعه حلو وبيحب الناس كلها ، كان ملاك لا يمكن يظن حد انه مش مصري ، ولو حد قال له مش معايا فلوس يطلع له كل اللي في جيبه ، وكان متكفل بمطلقة وأولادها الأربعة ولم نعرف إلا بعد وفاته لما جت تسأل عليه وتقول أنه كان عامل لها شهرية ) .

 

سألتها : كيف كان يعيش الأمير حياته في الأيام الأخيرة ؟

كان حزين من عبد الناصر وما كانش بيكلم حد وكنت اكلمه في المحدود بعد الحكاية دي .

ماذا كانت هواياته ؟

كان عنده فسقية سمك ( حوض ) وكان يحب الصيد ، لكن بعد الثورة بطل الصيد .

كيف  كان يقضي يومه ؟

كان يصحو في التاسعة يشرب ماء بسكر ثم يقرأ الجرائد ثم يفطر .

وكيف كان يعاملك ؟

كان في البيت طباخة ويوم أجازتها كان يحب يأكل حمام من يدي وكان مربي حمام .

ماذا كان مصدر دخله ؟

ما كانش له مصدر دخل غير مساعدات ، والرئيس جمال عبد الناصر كان مقرر له 50 جنيه معاش ، فقال له الأمير أنا متبرع بهم للشعب ورفض يأخذهم ، وبعد أن جاء السادات خصص له 350 جنيه شهريا يأخذهم بشيك وليس من البوستة مثل أيام عبد الناصر .

كان مبسوط لما السادات مسك مصر في أيامه الأخيرة ، لأنه كان صديقا للسادات ولما اتحكم على السادات كان بيستخبى عند الأمير هنا ، ولذلك لما مات الأمير ولم يستطع أولاده أن يدخلوا البيت أصدر السادات قرار جمهوري بدخوله .

ومن أين كنتم تقبضون مرتباتكم وقت الأزمة ؟

كنت أعرف أنه ليس معه فلوس فلم اطلب منه ، وكانت أحيانا ابنته الصغيرة ترسل له أموال ، وقعدنا سنتين من غير مرتبات ، وقال لنا انه مش معاه فلوس واللي عايز يمشي هو ما يقدرش يمنعه لأن هذا حقه ، لكن كلنا رفضنا وقعدنا معه ، لكن لما بقت معه فلوس عوضنا وكان يعطينا كل شيء .

وكيف كنتم تعيشون بدون مرتبات ؟

ما حدش بينام من غير عشا .

وللأمير الراحل ثلاثة أبناء أكبرهم الأميرة نيفين التي تعيش حاليا ما بين لوزان في سويسرا والإسكندرية ، والأميرة ألفت التي رحلت منذ أربعة أعوام ، والأمير محمد علي الذي يعيش في الولايات المتحدة من بعد قيام الثورة .  

 

 

الصفحة السابقة

 

Copyright 2008 © www.faroukmisr.net