-
اتم
جلال علوبة دراستة
بالخارج وكذلك فترة
تدريبه ثم عاد الى مصر
ليبدأ مشواره البحرى ،
وهو لايعلم ماتخبئه له
الاقدار .
-
بعد
عودته الى مصر تم تعيينه
ضابطا على السفينة ( نفتس
) ، وهى تابعة لمصلحة خفر
السواحل ، وكانت مهمة تلك
السفينة الاساسية هى نقل
وتموين قوة الجيش
المتمركزة فى السلوم ،
الا ان العمل على تلك
السفينة لم يكن مرضيا
لجلال علوبة ، وذلك نظرا
لكون السفينة كانت من
وجهة نظره لاتصلح للعمل
فى البحر ، وكانت لديه
رغبة فى العمل على السفن
الضخمة والحديثه والتى
يستطيع من خلال عمله
عليها ان يطبق مادرسه
خلال فترة دراستة
الطويلة فى الخارج اثناء
البعثه الدراسية .
-
حصل
بعد ذلك على اجازة من خفر
السواحل وعمل على احدى
السفن التجارية العالمية
نظرا لكون حاصلا على
شهادة من الخارج تسمح له
بالعمل على السفن
التجارية ، الا انه ايضا
لم يكن راضيا عن العمل ،
فقطع الاجازة وعاد مرة
اخرى للخدمة العسكرية .
-
انتقل
بعد ذلك الى مصلحة خفر
السواحل ، وكانت مهمتها
الاولى هى مكافحة تهريب
المخدرات الى داخل
البلاد ، وعمل فى وظيفة
مساعد اركان حرب المصلحة
، وعمل بها بأخلاص طوال
فترة وجوده بها .
-
التحق
بعد ذلك بدورة دراسية
تمهيدا لترقيته الى رتبة
صاغ " رائد " ثم تم
تعيينه بعد ذلك كضابط اول
( قائد ثان ) للطوافة "
الامير فاروق " ، وكانت
مهمتها الاساسية ايضا هى
حماية السواحل المصرية
من تهريب المخدرات .
-
احيانا
ماتلعب الاقدار دورا فى
تحديد مصائر البشر ، وهذا
هو ماحدث مع جلال علوبة ،
اذ انه ذات يوم وهو جالس
فى السفينة ، شاهد اليخت
الملكى " المحروسة "
وهى تقوم بترك الرصيف
لتجربة ماكيناته لمدة 24
ساعة ، ولكن مالفت نظر
جلال علوبة انذاك هو ان
يخت " المحروسة "
تسحبة خمس لنشات ، وهذا
ماجعله يتسائل عن كفاءه
قائد اليخت وضباطه
اللذين يلجأون الى جره
بخمس قاطرات بدلا من
استخدام ماكينات اليخت
الذاتية ، وهنا
اود الاشارة الى ان ماقام
به جلال علوبة بعد ذلك
يظهر جانبا شخصيا هاما فى
شخصية جلال علوبة .
-
فقد
قام بعد ذلك بأرسال خطاب
الى كبير الامناء بالقصر
الملكى ، وكان فى ذلك
الوقت هو احمد باشا حسنين
( وقد كان على معرفة شخصية
به ) وذكر له مارأه ،
وبعدم رضاه الشخصى عن ذلك
، وان مارأه لايليق
باليخت الملكى "
المحروسة " ، كما ذكر
له ماحصل عليه من خبرات
اثناء دراسته وتدريبه
على الكثير من السفن
التجاريه والحربية .
-
وبعد
مرور عدة ايام فوجىء جلال
علوبة بترشيحه ضمن ثلاثة
ضباط للعمل على اليخت
الملكى " المحروسة "
ثم بعد ذلك وصل خطاب يفيد
بنقله من مصلحة خفر
السواحل الى اليخوت
الملكية التى كانت تتبع
كبير الياوران بالسراى
الملكية ضمن قوات الحرس
الملكى ، وكان وقتها قد
رقى الى رتبة الصاغ "
رائد " .
-
بعد
قيام ثورة يوليو وتوقيع الملك فاروق على
وثيقة التنازل عن عرش مصر لصالح ابنه
الامير احمد فؤاد ، كان قد تحددت الساعة
السادسة من يوم 26 يوليو كموعد لمغادرة
الملك فاروق الى خارج البلاد على يخت (
المحروسة ) وقد طلب الملك شخصيا ان يقوم
الاميرالاى جلال علوبة بقيادة اليخت ، وذلك
لثقته التامه به ، هذا وقد وافقت القياده
الجديده على هذا الطلب ، لثقتها ايضا
بالاميرالاى جلال علوبة ، وهذا مااخبره به
الفريق محمد نجيب حينما استدعاه ليبلغه
بالامر .
-
تلقى
الاميرالاى جلال علوبة الامر الخاص بذلك ،
وطلب ان ترافق اليخت سفينتين حربيتين
للحراسة وفقا للتقاليد البحرية المعمول
بها فى حال سفر الملك فى مهمة رسمية ، خاصة
وانه سيكون على اليخت الملك الجديد احمد
فؤاد الثانى .
-
وقبل
الموعد المحدد بنصف ساعة حضرت الملكة
ناريمان ومعها الملك الصغير احمد فؤاد
والاميرات الثلاثة بنات الملك فاروق من
الملكة السابقة فريدة ، وبعد ذلك حضر الملك
فاروق بعد ان انهى مراسم الوداع الرسمية
التى طلب ان تتبع معه وفقا للتقاليد
والبروتوكول .
-
وبدأت
الرحلة الاخيرة بين الملك فاروق
والاميرالاى جلال علوبة قائد اليخوت
الملكية وياور جلالة الملك بدأت تسطر
سطورها الاخيرة .
-
واثناء
تلك الرحلة من مصر الى المنفى حاول الملك
فاروق ان يقنع الاميرالاى جلال علوبة
بالبقاء معه فى منفاه ، الا انه اعتذر للملك
عن هذا الامر لأحساسه بالمسئوليه تجاه وطنه
، بالاضافه الى التزامه تجاه اسرته التى
كانت لاتزال بالاسكندرية ، وقد كان الملك
فاروق مخلصا فى عرضه لدرجة انه عرض عليه فى
حال موافقته على البقاء معه بأنه سيمنحه
مليون جنية ، الا ان هذا العرض لم يكن له اى
تأثير على قرار ذلك الرجل الذى كان يقدر حجم
المسئولية الملقاه على عاتقه تجاه وطنه
وتجاه القيادة الجديده التى وثقت فيه من
البداية .
-
وبالوصول
الى تلك النقطة تنتهى العلاقة بين الملك
فاروق ملك مصر السابق وبين الاميرالاى جلال
علوبة ، تلك العلاقة التى بدأت بينهما فى
القاهرة سنة 1945 على مرسى اليخت الملكى "
قاصد خير " وانتهت على اليخت الملكى "
المحروسة " فى نابولى .
-
وبعد
العودة من تلك الرحلة بفتره وجيزة تلقى
الاميرالاى جلال علوبة امرا ينص على قيامه
بأجازة اجبارية ، وبعدها بثلاثة شهور صدرت
النشرة العسكرية التى احيل فيها الى
التقاعد .
-
هذا
وقد توفى الاميرالاى جلال علوبة فى 18 مايو
سنة 1999 بالاسكندرية ، ودفن بمدافن الاسرة
بالقاهرة .