وزارة مصطفى  النحاس باشا ( الرابعة )

اول اغسطس - 30 ديسمبر 1937

  • ازمة بسبب الاحتفال الدينى بتتويج الملك   .

  • اول تدخل سافر للسفير البريطانى  .

  • فرقة القمصان الزرقاء  .

  • لجنة تحكيم بين الملك والوزارة  .

  • الملك يقيل الوزارة .

 

  • ولد مصطفى النحاس باشا سنة 1876 وتعلم بمدرسة الناصرية ثم الخديوية الثانوية وتخرج فى مدرسة الحقوق .

  • عين قاضيا بالمحاكم الاهلية وخدم بالسلك القضائى فترة طويلة .

  • دخل غمار السياسة فأشترك فى الحركة الوطنية 1919 ونفى 1921 مع سعد زغلول الى سيشل .

  • عين وزيرا للمواصلات فى وزارة سعد 1924 .

  • خلف سعد زغلول بعد وفاته 1927 فى رئاسه الوفد ورئاسه البرلمان الائتلافى .

  • الف الوزارة الاولى 1928 .

  • اجرى مفاوضات 1930 مع هندرسون وزير الخارجية البريطانية على عهد وزارتة الثانية .

  • ترأس الوفد المصرى فى المفاوضات التى انتهت بعقد معاهدة 1936 .

  • على عهد وزارته التى الفها بعد حادث 4 فبراير 1942 بدأت مشاوراته بخصوص الجامعة العربية وتم التوقيع على بروتوكول الاسكندرية .

  • فى عام 1951 الغى معاهدة 1936 مما ادى الى نشوب معركة القتال واعقب ذلك حريق القاهرة فى 26 يناير 1952 .

  • اعتزل الحياة السياسية بعد قيام ثورة يوليه حتى وفاته سنة 1965 .

  • وعلى امتداد تاريخ الوزارات المصرية منذ نشأتها فى اغسطس سنة 1878 وحتى قيام ثورة 23 يوليو 1952 لم يتول رجل رئاسة مجلس الوزراء بالقدر الذى تولاها به مصطفى النحاس باشا ( 7 ) مرات ، ثم انه على امتداد نفس الفترة حدث 5 اقالات لرؤساء الوزارات استأثر النحاس بأربعة منها .

 

باشر الملك سلطاتة الدستوريه فى 29 يوليو سنة 1937 وكان على النحاس باشا ان يقدم استقالة وزارتة ليترك له حرية اختيار الوزارة الجديده طبقا للدستور .. وكلفة الملك بأعادة تشكيل الوزارة ..

بدأت العلاقة بين الملك والوزارة الجديدة بأحتكاك بين الطرفين بسبب رغبة بعض دوائر القصر اقامة احتفال دينى بتتويج الملك فاروق الا ان الوفد – وكان يمثل حزب الاغلبية وصاحب الوزارة – رفض هذه الرغبة .. وانقسم الرأى العام الى فريقين .. فريق يؤيد القصر والملك بحجة انه مادام دين الدولة هو الاسلام فليس هناك مايمنع من تتويج الملك فى احتفال دينى .

ويرفض الفريق الاخر الفكرة بأعتبار انها ليس لها شكل دستورى .. كما انها فى حد ذاتها تمثل تحديا للرأى العام الاسلامى ولم تكن مصر منعزلة عنه ..

وانعكس هذا الصراع بطبيعة الحال فى تشكيل الوزارة حيث رفض القصر ترشيحات معينة فى الوزارة واصر النحاس باشا عليها .. واتخذت الامور فى كثير من الاحيان مايمكن ان يسمى بالصراع على السلطة .. فالملك ورجال القصر لم يكونوا يسمحوا لأن يحقق الوفد بأعتباره حزب الاغلبية التى شكلت منها الوزارة ، بألغاء اى دور مؤثر للقصر فى السياسة المصرية .. وعلى الجانب الاخر لم يكن الوفد ليسمح لنفسه بالتفريط فيما رأى انه حقوقا دستورية للوزارة .

وامتد هذا الصراع لدرجة ان الملك قرر تعيين على ماهر باشا فى منصب رئيس الديوان الملكى دون موافقة او اخد رأى رئيس الوزراء .

ورغم ان معاهدة الصداقة التى تم توقيعها بين انجلترا ومصر كانت تمنعها من التدخل فى الشئون الداخلية للبلاد الا انه من الملاحظ ان انجلترا كان لها دور غير مباشر فى هذا الصراع .. فمع تصاعد الاحداث ومحاولات الملك الشاب اثبات سلطاتة بعدم تقديم ايه تنازلات .. الامر الذى ادى الى تهديد السفير البريطانى من انه قد يفقد ثقة وتعاطف الحكومة البريطانية اذا ما استمر فى سياستة المتشددة والتى قد يتعرض معها عرشه للخطر .

ومن اهم القرارات التى اصدرها المجلس فى هذه الفترة تفويض وزير الحربية لأتخاذ الاجراءات اللازمة لأرسال قوات مصرية الى السودان .. وبذلك عاد جزء من الجيش الى السودان فى ديسمبر 1937 بعد ان ظل مبعدا منذ اواخر عام 1924 على اثر مقتل السير لى ستاك وانذار بريطانيا لمصر بسحب الجيش المصرى فورا وخلال 24 ساعة كأحد العقوبات التى كان قد تم توقيعها على مصر خلال هذه الفترة .

ووافق المجلس على اعتماد 600 الف جنية تحت الحساب الخاص بمصروفات المعاهدة للاعمال الخاصة بأنشاءات القوات الانجليزية فى منطقة القنال .

وبمناسبة الغاءات الامتيازات الاجنبية استصدر المجلس قوانين وتشريعات المحاكم المختلطة واختصاصاتها – كذلك اختصاصات محاكم الاحوال الشخصية المصرية ..

وقد احتفل فى 15 اكتوبر 1937 بدار محكمة الاستئناف المختلطة بالاسكندرية ببدء فترة الانتقال للنظام القضائى المختلط والذى نصت عليه المعاهدة .. وذلك فى احتفال كبير حضرة الملك فاروق .

وصدر قانون بأنشاء مجلس الدفاع الاعلى وهيئته اركان حرب الجيش واعتمدت المبالغ اللازمة لمشروعات تدعيم القوات المسلحة المصرية ومشروعات الدفاع الوطنى .

ووافق المجلس على اعتماد 608 الف جنيه لمشروع الجامعة الازهرية .

كان النحاس باشا قد اطلق عند تشكيلة وزارتة الثالثه شعار ( ان لاحزبية بعد اليوم ) ولكن الملاحظ انه بعد عقد معاهدة 1936 بدأ يسير سيرة حزبية مطلقة ، واخذت وزارتة وزارتة تميز المنتمين الى الوفد عن سواهم .. وظهر ذلك واضحا فى التعيين للوظائف والترقيات فيها ، وفى فصل كثير من العمد والمشايخ تلبية لرغبات انصارها وبخاصة الشيوخ والنواب .

وكان ان حلت الحزبية محل القومية وتحكمت سياسة الاهواء ، ولم يقتصر الامر على تمييز المنتمين الى الوفد بل امتدت فى كثير من الحالات الى مجاملة ذوى القربى .. فأجتمعت المحسوبيات العائلية الى المحسوبيات الحزبية .. واستفحلت هذه الاوضاع حتى فى مجال الانعام بالرتب والنياشين ، الامر الذى ادى فى النهايه الى استحداث طبقة من محترفى السياسة وطلاب المنافع ، وظل الامر هكذا وبالا تعانى منه مصر على امتداد تاريخ الوزارات الحزبية .

واستحدثت الوزارة مايسمى بفرق ( القمصان الزرقاء ) ، وكانت فى الاصل تشكيلات منظمة تهدف الى النهوض بالروح الرياضية بين الشباب ، ومالبثت ان صبغت بصبغه سياسية وصارت اداة لأرهاب خصوم الوفد السياسيين واخذت تتسلح بالعصى والخناجر وتعتدى على اجتماعات المعارضين .

وقد بذلت محاولات لتهدئة الصراع بين الملك والوزارة ، والذى لم يهدأ على امتداد عمر هذه الوزارة ( 5 اشهر ) وذلك عندما اقترح رئيس الديوان الملكى تأليف لجنة تحكيم تضم عددا من رؤساء الوزارات السابقين لحل المشكلات التى اثيرت بين الوزارة والملك ، ومع قبول الوزارة لفكرة التحكيم الا انها رفضت التشكيل المقترح للجنة ورأت ان تقوم لجنة برلمانية بدور التحكيم ، وكان من الطبيعى ان يرفض القصر هذا الاقتراح ، بأعتبار ان البرلمان يغلب عليه الطابع الحزبى .

ووصل الامر الى طريق مسدود ، وفى 30 ديسمبر 1937 اقال الملك فاروق وزارة النحاس باشا فى خطاب اشار فيه الى ان الشعب لم يعد يؤيدها .  

 

 

الوزارة السابقة

 

الوزارة التالية

مقدمة

محمد محمود باشا

( الثانية )

الصفحة السابقة

الصفحة التالية

 

Copyright 2008 © www.faroukmisr.net