ميلادة وقدومة الى مصر :  

  • ولد في مدينة قولة الساحلية في جنوب مقدونيا عام  1769 لعائلة البانية ،  وكان أبوه  إبراهيم أغا رئيس الحرس المنوط بخفارة الطويف في البلدة وكان له سبعة عشر ولداً لم يعش منهم سوى محمد علي الذي مات عنه أبوه وهو صغير السن، ثم لم تلبث أمه أن ماتت فصار يتيم الأبوين وهو في الرابعة عشرة من عمره فكفله عمه طوسون الذي مات أيضاً فكفله الشوربجي صديق والده الذي أدرجه في سلك الجندية فأبدى شجاعة وبسالة وحسن نظير وتصرف، فقربه الحاكم وزوجه من أمينة هانم وهي امرأة غنية وجميلة كانت بمثابة طالع السعد عليه، وأنجبت له ابراهيم وطوسون وإسماعيل (وهي أسماء أبوه وعمه وراعيه) وأنجبت له أيضاً بنتين . 

  • وحين قررت الدولة العثمانية  إرسال جيش إلى مصر لانتزاعها من أيدي الفرنسيين كان هو نائب رئيس الكتيبة الالبانية والتي كان قوامها ثلاثمائة جندي، وكان رئيس الكتيبة هو ابن حاكم قولة الذي لم يكد يصل إلى مصر حتي قرر أن يعود إلى بلده فأصبح هو قائد الكتيبة .

  • وظل في مصر  يترقى في مواقعه العسكرية ، وظل يواصل خططه للتخلص من خصومه إلى أن تخلص من خورشيد باشا  وأوقع بالمماليك حتى خلا له كرسي الحكم بفضل الدعم الشعبي الذي قاده عمر مكرم .  

ولايته :

  • بعد أن إختاره المصريون ليكون والياً على مصر في 17 مايو سنة 1805  قضى علي المماليك في مذبحة القلعة  الشهيرة وكانوا يكونون مراكز قوى ومصدر قلاقل سياسية مما جعل البلد في فوضي. كما قضى علي الانجليز في معركة رشيد  وأصبحت مصر تتسم بالإستقرار السياسي لأول مرة تحت ظلال الخلافة العثماني ، وقد بدأ بتكوين أول جيش نظامي في مصر الحديثة ، وكان بداية للعسكرية المصرية  أول مدرسة حربية في اسوان في جنوب مصر بعيد عن الانظار ، ومما ساعده في تكوين هذا الجيش أن أشرف عليه الخبراء الفرنسيين  بعد ما حل الجيش الفرنسى  في أعقاب هزيمة نابليون في واترلو بروسيا .

 

محمد على باشا يستعرض جيشه

  • وقد حارب الحجازيين والنجديين  وضم الحجاز ونجد  لحكمه سنة 1818 ،  وإتجه لمحاربة السودانيين  عام 1820  والقضاء علي فلول المماليك فى النوبة ،  كما ساعد السلطان العثمانى في القضاء على الثورة في اليونان فيما يعرف بحرب المورة ،  إلا ان وقوف الدول الاوروبية إلى جانب الثوار في اليونان  أدى إلى تحطم الأسطول المصرى ، فعقد اتفاقية لوقف القتال مما أغضب السلطان العثمانى ، وكان قد إنصاع لأمر السلطان العثمانى ودخل هذه الحرب أملا في أن يعطيه السلطان العثمانى بلاد الشام  مكافأة له إلا أن السلطان العثمانى  خيب آماله بإعطاءه جزيرة كريت والتى رآها تعويضاً ضئيلاً بالنسبة لخسارته في حرب المورة ،  ذلك بالاضافة الي بعد الجزيرة عن مركز حكمه في مصر وميل أهلها الدائم للثورة ، وقد عرض على السلطان العثمانى  إعطاءه حكم الشام مقابل دفعه لمبلغ من المال إلا أن السلطان رفض لمعرفته بطموحاته وخطورته على حكمه ، وإستغل ظاهرة فرار الفلاحين المصريين الى الشام  هرباً من الضرائب و طلب من احمد باشا الجزار والى عكا  إعادة الهاربين إليه و حين رفض والي عكا  إعادتهم بأعتبارهم رعايا للدولة العثمانية  ومن حقهم الذهاب إلى أى مكان استغل ذلك وقام بمهاجمة عكا  وتمكن من فتحها وإستولى علي الشام  وانتصر علي العثمانيين  عام 1833  وكاد أن يستولي على الاستانة  العاصمة إلا ان روسيا وفرنسا وبريطانيا  حموا السلطان العثمانى فانسحب عنوة ولم يبقى معه سوي سوريا وجزيرة كريت ،  وفي سنة 1839  حارب السلطان لكنهم أجبروه علي التراجع في مؤتمر لندن  عام 1840 بعد تحطيم إسطوله في نفارين  وفرضوا عليه تحديد أعداد الجيش والإقتصار علي حكم مصر لتكون حكماً ذاتياً يتولاه من بعده أكبر أولاده سنا .  

سياسته :

 

  • تمكن من أن يبني من مصر  دولة عصرية على النسق الاوروبى ، واستعان في مشروعاته الاقتصادية والعلمية بخبراء اوروبيين  ومنهم بصفة خاصة السان سيمونيون الفرنسيون الذين أمضوا في مصر بضع سنوات في الثلاثينات من القرن التاسع عشر ،  وكانوا يدعون إلى إقامة مجتمع نموذجي على أساس الصناعة المعتمدة على العلم الحديث ، وكانت أهم دعائم دولة محمد علي العصرية سياسته التعليمية والتثقيفية الحديثة ، فقد آمن بأنه لن يستطيع أن ينشئ قوة عسكرية على الطراز الاوروبى المتقدم ويزودها بكل التقنيات العصرية وأن يقيم إدارة فعالة واقتصاد مزدهر يدعمها ويحميها إلا بإيجاد تعليم عصري يحل محل التعليم التقليدي ، وهذا التعليم العصري يجب أن يقتبس من اوروبا ،  وبالفعل فإنه قام منذ 1809 بإرسال بعثات تعليمية إلى عدة مدن ايطالية  ليفورنو ، ميلانو ، فلورنسا ، روما ، وذلك لدراسة العلوم العسكرية وطرق بناء السفن والطباعة ، وأتبعها ببعثات لفرنسا  وكان أشهرها بعثة 1826  التي تميز فيها إمامها المفكر والأديب رفاعه رافع الطهطاوى الذي كان له دوره الكبير في مسيرة الحياة الفكرية والتعليمية فى مصر .

  • وكانت اسرة محمد على باشا  بانفتاحها وتنورها سبب هام لإزدهار مصر وريادتها للعالم العربى  منذ ذلك الوقت وقد أنهت تحكم المماليك الشراكسه لمصر واقتصادها .  

انجازاته :

محمد على يستعرض قواته

  • تعتبر إنجازاته تفوق كل إنجازات الرومان والروم البيزنطيين والمماليك والعثمانيين وذلك لأنه كان طموحا بمصر ومحدثا لها ومحققا لوحدتها الكيانية وجاعلاً المصريين بشتى طوائفهم مشاركين في تحديثها والنهوض بها معتمداً علي الخبراء الفرنسيين ، كما إنه كان واقعياً عندما أرسل البعثات لفرنسا وإستعان بها وبخبراتها التي إكتسبتها من حروب نابليون ،  وهو لم يغلق أبواب مصر بل فتحها علي مصراعيها لكل وافد. وإنفتح على العالم ليجلب خبراته لتطوير مصر ،  ولأول مرة أصبح التعليم منهجيا. فأنشأ المدارس التقنية ليلتحق خريجوها بالجيش. وأوجد زراعات جديدة كالقطن وبني المصانع وإعتنى بالري وشيد القناطر الخيرية على النيل عند فمي فرعي دمياط ورشيد .

  • وعندما استطاع القضاء على المماليك ربط القاهرة بالأقاليم ووضع سياسة تصنيعية وزراعية موسعة. وضبط المعاملات المالية والتجارية والإدارية والزراعية لأول مرة في تاريخ مصر ،  وكان جهاز  الإدارة أيام محمد علي يهتم أولا بالسخرة وتحصيل الأموال الأميرية وتعقب المتهربين من الضرائب وإلحاق العقاب الرادع بهم ، وكانت الأعمال المالية يتولاها الأرمن والصيارفة كانوا من الأقباط والكتبة من الترك وذلك لأن الرسائل كانت بالتركية ، وكان حكام الأقاليم وأعوانهم يحتكرون حق إلتزام الأطيان الزراعية وحقوق إمتيازات وسائل النقل فكانوا يمتلكون مراكب النقل الجماعي في النيل والترع يما فيها المعديات ، وكان حكام الأقاليم يعيشون في قصور ولديهم خدم عبيد وكانوا يتلقون الرشاوي لتعيين المشايخ في البنادر والقرى ،  وكان العبيد الرقيق في قصورهم يعاملون برأفة ورقة ، وكانوا يحررونهم من الرق ،  ومنهم من أمتلك الأبعاديات وتولى مناصب عليا بالدولة ، وكان يطلق عليهم الأغوات المعاتيق ، وكانوا بلا عائلات ينتسبون إليها فكانوا يسمون محمد أغا أو عبد الله أغا وأصبحوا يشكلون مجتمع الصفوة الأرستقراطية ويشاركون فيه الأتراك ، وفي قصورهم وبيوتهم كانوا يقتنون العبيد والأسلحة ومنهم من كانوا حكاماً للأقاليم ، وكانوا مع الأعيان المصريين يتقاسمون معهم المنافع المتبادلة ومعظمهم كانوا عاطلين بلا عمل وكثيرون منهم كانوا يتقاضون معاشات من الدولة أو يحصلون على أموال من أطيان الإلتزام وكانوا يعيشون عيشة مرفهة وسط أغلبية محدودة أو معدومة الدخل .

  • وكان محمد علي ينظر لمصر على أنها من أملاكة ، فلقد أصدر مرسوما لأحد حكام الأقليم جاء فيه "البلاد الحاصل فيها تأخير في دفع ماعليها من البقايا أو الأموال يضبط مشايخها ويرسلون للومان (السجن) والتنبيه على النظار بذلك ، وليكن معلوماً لكم ولهم أن مالي لايضيع منه شيء بل آخذه من عيونهم" .

  • وكان التجار الأجانب ولاسيما اليونانيين والشوام واليهود يحتكرون المحاصيل ويمارسون التجارة بمصر ، ويشاركون الفلاحين في مواشيهم. وكان مشايخ الناحية يعاونونهم على عقد مثل هذه الصفقات وضمان الفلاحين. وكانت عقود المشاركة بين التجار والفلاحين توثق في المحاكم الشرعية. وكان الصيارفة في كل ناحية يعملون لحساب هؤلاء التجار لتأمين حقوقهم لدي الفلاحين، ولهذا كان التجار يضمنون الصيارفة عند تعيينهم لدى السلطات ، ولا سيما في المناطق التي كانوا يتعاملون فيها مع الفلاحين ، وكان التجار يقرضون الفلاحين الأموال قبل جني المحاصيل مقابل إحتكارهم لشراء محاصيلهم ، وكان الفلاحون يسددون ديونهم من هذه المحاصيل ، وكان التجار ليس لهم حق ممارسة التجارة إلا بإذن من الحكومة للحصول على حق هذا الإمتياز لمدة عام ، يسدد عنه الأموال التي تقدرها السلطات وتدفع مقدماً ، لهذا كانت الدولة تحتكر التجارة بشرائها المحاصيل من الفلاجين أو بإعطاء الإمتيازات للتجار ، وكان مشايخ أي ناحبة متعهدين بتوريد الغلال والحبوب كالسمن والزيوت والعسل والزبد  لشون الحكومة لتصديرها أو إمداد القاهره والاسكندرية  بها أو توريدها للجيش المصري ، ولهذا كان الفلاحون سجناء قراهم لايغادرونها أو يسافرون إلا بإذن كتابي من الحكومة ، وكان الفلاحون يهربون من السخرة في مشروعات محمد علي أو من الضرائب المجحفة أو من الجهادية ، وكان من بين الفارين المشايخ بالقري لأنهم كانوا غير قادرين على تسديد مديونية الحكومة . ورغم وعود محمد علي إلا أن الآلاف فروا للقري المجاورة أو لاذوا لدى العربان البدو أو بالمدن الكبرى ، وهذا ماجعل محمد علي يصدر مرسوماً جاء فيه "بأن علي المتسحبين (الفارين أو المتسربين) العودة لقراهم في شهر رمضان 1251 هـ - 1835 وإلا أعدموا بعدها بالصلب كل علي باب داره أو دواره" ، وفي سنة 1845 أصدر ديوان المالية لائحة الأنفار المتسحبين ، هددت فيها مشايخ البلاد بالقري لتهاونهم وأمرت جهات الضبطية بضبطهم ومن يتقاعس عن ضبطهم سيعاقب عقابا جسيما .

  • وتبني محمد علي السياسة التصنيعية لكثير من الصناعات ، فقد أقام مصانع للنسيج ومعاصر الزيوت  ومصانع الحصير ،  وكانت هذه الصناعة منتشرة في القرى إلا أن محمد علي إحتكرها وقضي على هذه الصناعات الصغيرة ضمن سياسة الإحتكار وقتها ، وأصبح العمال يعملون في مصانع الباشا ، لكن الحكومة كانت تشتري غزل الكتان من الأهالي ، وكانت هذه المصانع الجديدة يتولى إدارتها يهود وأقباط وأرمن ، ثم لجأ محمد علي لإعطاء حق امتياز إدارة هذه المصانع للشوام ، لكن كانت المنسوجات تباع في وكالاته ( كالقطاع العام حاليا ) ، وكان الفلاحون يعملون عنوة وبالسخرة في هذه المصانع ، فكانوا يفرون وبقبض عليهم الشرطة ويعيدونهم للمصانع ثانية ، وكانوا يحجزونهم في سجون داخل المصانع حتي لايفروا ، وكانت أجورهم متدنية للغاية وتخصم منها الضرائب ، كما كانت تجند الفتيات ليعملن في هذه المصانع وكن يهربن أيضا .

  • وكانت السياسة العامة لحكومة محمد علي تطبيق سياسة الإحتكار وكان على الفلاحين تقديم محاصيلهم ومصنوعاتهم بالكامل لشون الحكومة بكل ناحية وبالأسعار التي تحددها الحكومة ، وكل شونه كان لها ناظر وصراف و قباني ليزن القطن وكيال ليكيل القمح ، وكانت تنقل هذه المحاصيل لمينائي الإسكندرية وبولاق بالقاهرة ،  وكانت الجمال تحملها من الشون للموردات بالنيل لتحملها المراكب لبولاق حيث كانت تنقل لمخازن الجهادية أو للإسكندرية لتصديرها للخارج ، وكان يترك جزء منها للتجار والمتسببين (البائعين ) بقدر حاجاتهم ، وكانت نظارة الجهادية تحدد حصتها من العدس والفريك والوقود والسمن والزيوت لزوم العساكر في مصر والشام وأفريقيا وكانت توضع بالمخازن بالقلعة ،  وكان مخزنجية الشون الجهادية يرسلون الزيت والسمن في بلاليص والقمح في أجولة .

  • وكان ضمن سياسته لاحتكار الزراعة تحديد نوع زراعة المحاصيل والأقاليم التي تزرعها ، وكان قد جلب زراعة القطن والسمسم ، كما كان يحدد أسعار شراء المحاصيل التي كان ملتزما بها الفلاحون ، وكان التجار ملتزمين أيضا بأسعار بيعها ، ومن كان يخالف التسعيرة يسجن مؤبد أو يعدم ، وكان قد أرسل لحكام الأقاليم أمراً جاء فيه "من الآن فصاعدا من تجاسر علي زيادة الأسعارعليكم حالا تربطوه وترسلوه لنا لأجل مجازاته بالإعدام لعدم تعطيل أسباب عباد الله" ، وكانت الدولة تختم الأقمشة حتي لايقوم آخرون بنسجها سراً ، وكان البصاصون يجوبون الأسواق للتفتيش وضبط المخالفين ، وكان محمد علي يتلاعب في الغلال وكان يصدرها لأوربا لتحقيق دخلاً أعلى ، وكان يخفض كمياتها في مصر والآستانة رغم الحظر الذي فرضه عليه السلطان بعدم خروج الغلال خارج الإمبراطورية .  

القناطر الخيرية فى عهد محمد على :  

 

  • كانت أراضى الوجه البحرى إلى أوائل القرن التاسع عشر  تروى بطريق الحياض كرى الوجه القبلى ،  فلا يزرع فيها إلا الشتوى ، ولا يزرع الصيفى  إلا على  شواطئ النيل أو الترع القليلة  المشتقة منه ، وقد أخذ محمد على فى تغيير هذا النظام تدريجاً ،  إذ أخذ فى  شق الترع وتطهيرها وإقامة الجسور على شاطئ النيل ليضمن توفير مباه الرى فى معظم السنة ،  وصارت الترع تروى الأراضى  فى غير أوقات الفيضان جهد المستطاع ، ولاسيما بعد إقامة القناطر عليها ، وقد توج محمد على أعمال الرى  التى أقامها بإنشاء "القناطر الخيرية" واسمها يغنى غن التعريف ، فإنها قوام نظام الرى الصيفى فى الوجه البحرى ، وهى وإن كانت آخر  أعماله فى الرى  إلا  أنها  أعظمها نفعاً وأجلها شأناً  وأبقاها  على الدهر أثراً ، وقد فكر فيها بعد  ما شاهد بنفسه  فوائد القناطر التى أنشأها على  الترع المصرية العديدة ، ورأى أن كميات عظيمة من مياه  الفيضان تضيع هدراً فى البحر ،  ثم تفتقر الأراضى  إلى مياه الرى  أن كميات عظيمة من خلال السنة فلا تجد كفايتها منها ، فاعتزم ضبط مياه النيل للانتفاع بها زمن التحاريق ولإحياء الزراعة  الصيفية  فى الدلتا ، وذلك بإنشاء قناطر كبرى  فى نقطة  انفراج فرعى النيل المعروفة  ببطن  البقرة .

  • عهد محمد على بدراسة هذا المشروع إلى جماعة من كبار المهندسين ، منهم  المسيولينان  دى بلفون ( لينان باشا) كبير مهندسيه ، فوضع له تصميماً  وشرع  فى العمل وفقاً لهذا التصميم سنة 1834 ثم  ترك لوقت آخر ، وعندما اعتزم محمد على  استئناف العمل استرشد  بمهندس فرنسى آخر وهو المسيو موجيل بك  Mougel إذ أعجبته منه مقدرته الهندسية فى  إنشاء حوض السفن بميناء الاسكندرية ، فعهد  إليه  وضع تصميم إقامة القناطر الخيرية ، فقدم مشروعاً  يختلف عن تصميم المسيو لينان .

  • فالمسيولينان كان يرى إنشاء القناطر على الأرض اليابسة بعيداً عن المجرى الأصلى للفرعين، واختار لذلك قطعتين بين متلوين من متلويات فرعى النيل حتى إذا تم إنشاؤها حول الفرعين إليها بحفر مجريين جديدين ،ولكن  مشروع موجيل بك بقتضى إقامة  القناطر مباشرة فى حوض النهر .

  • ويتألف المشروع من قنطرتين كبيرتين على فرعى النيل يوصل بينهما  برصف كبير ، وشق ترع ثلاث كبرى تتفرع  عن النيل فيما وراء القناطر لتغذية  الدلتا ، وهى الرياحات  الثلاثة المعروفة برياح المنوفية ورياح البحيرة ورياح الشرقية الذى عرف بالتوفيقى لأنه أنشئ فى عهد الخديو توفيق باشا .

  • وقد شرع فى العمل على قاعدة تصميم موجيل بك وبمعاونة مصطفى بهجت ( باشا ) ومظهر (باشا) المهندسين الكبيرين المتخرجين من البعثات العلمية .

  • ووضع محمد على  باشا الحجر الأساسى للقناطر الخيرية فى احتفال فخم يوم  الجمعة 23 ربيع الثانى سنة 1263 ( سنة 1847) ، وكانت مدة حكمه إلى ذلك العهد 43 سنة ، ولكن العمل كان قد بدأ قبل ذلك ، واستمر العمل لإنفاذ المشروع ، ثم اعتراه البطءوالتراخى لما أصاب همة الحكومة من الفتور فى أخريات أيام محمد على  ، ثم توقف العمل بعد وفاته أثناء ولاية عباس الأول بحجة أن حالة الخزانة لا تسمح ببذل النفقات الطائلة التى يتكفلها إنفاذ المشروع ، وقد تم بناء القناطر وأنشئ رياح المنوفية  فى عهد  سعيد باشا .

 

بعض انجازات محمد على باشا فى مختلف المجالات فى مصر :

  • انشاء مدارس وتعليم ابناء البلد المصريين .

  • انشاء المدارس العليا التى تساوى الجامعات كمدرسة المهندسخانه ومدرسة الطب .

  •  انشاء جيش كان اقوى من جيش الدولة العثمانية كلها مما اغضب اروبا واقلقها منه واتفقت على تحجيمه بمعاهدة لندن التى حدت من نفوذ مصر الى داخل حدودها و هذا الجيش الذى هزم اسطول الامبراطورية العثمانية كلها وكان على ابواب الاستانه ولو اتفاق اوربا مع رجل اروربا العجوز لعادت الخلافة الاسلامية اقوى خلافه واصبح عصره عصرا ذهبيا ومع العلم كان الجيش من المصريين .

  • اعاد توزيع الارض بواقع خمسة افندنه للفلاح فيما يعرف باكبر اصلاح رزاعى شهده العالم ومع تمليك المصريين واعطاهم الصلاحيات لامتلاك المزيد .

  •  اعاد الاهتمام بالنيل ورمم مقياس النيل وحفر القنوات مثل الابراهيمية وبحر يوسف .

  •  زادت الرقعه الزراعية الى ملايين الافندنه بفضل سياسته الاصلاحية وانشاء القناطر الخيرية التى احيات الدلتا بعد ان سارت خرائب .

  • اعاد التقسيم الادارى لمصر واهتم بتقسيم الصعيد الى مديرات واعاد الحياة له .

  •  انشاء الوزرات والدواوين  .

  •  تخلص من المماليك الذين اصبحوا عبأ  على الدولة .

  • اعاد فتح السودان وضمة الى مصر وانشا الخرطوم مع العلم اخى الفاضل ان السودان اكبر بلد عربى حاليا وحاول اكتشاف منابع النيل واستثمار خيرات السودان .

  •  من عبقريته استيراد انواع غير مالوفه من الزراعات مثل القطن وزرعه بمصر والسودان وهو عماد الاقتصاد المصرى الذى يعرف باسم القطن المصرى .

  •  ارسال البعثات الى الخارج و الاهتمام بالترجمه والتى توقفت منذ عهد العباسيين .

  •  محبتة لعلماء الازهر ورعايته لعلماء الدين .

  •  احضر المطبعه وانشا اول جريده باللغه العربيه الوقائع المصريه والاهرام .

  •  كانت مصر ملاذ الهاربون من طغيان العثمانين .

  •   انشاء المستشفيات وعالج الامراض وردم المستنقعات .

محمد على يستقبل الرسام ديفيد روبرت فى قصره بالاسكندرية سنة 1839

 

عزله ووفاته :

  • عزله أبناؤه في سبتمبر عام 1848 لأنه قد أصيب بالخرف. ومات بالإسكندرية في أغسطس 1849 ودفن بجامعه بالقلعة بالقاهرة .

 

  مسجد محمد على بالقلعة

مدفن محمد على بالقلعة

 

زوجات محمد على باشا :

  •  كانت له زوجتان الأولى : أمينة هانم وهي بنت علي باشا الشهير بمصرلي من أهالي قرية نصرتلي التابعة لدراما رزق منها محمد علي باشا الكبير خمسة أولاد ثلاثة أنجال وبنتين وهم: الأمير إبراهيم باشا ، الأمير أحمد طوسون باشا ، الأمير إسماعيل كامل باشا  ، الأميرة توحيدة هانم ، الأميرة نازلي هانم .
    الثانية : ماه دوران هانم أوقمش قادين و لم يرزق منها أولاد .

مستولدات محمد على باشا :

  • أم نعمان وقد رزق منها الأمير نعمان بك

  • عين حياة قادين وقد رزق منها محمد سعيد باشا والي مصر

  • ممتاز قادين وقد رزق منها الأمير حسين بك

  • ماهوش قادين وقد رزق منها الأمير علي صديق بك

  • نام شاز قادين وقد رزق منها الأمير محمد عبد الحليم

  • زيبة خديجة قادين وقد رزق منها الأمير محمد علي باشا الصغير

  • شمس صفا قادين وقد رزق منها بنتين الأميرة فاطمة هانم

  • الأميرة رقية هانم شمع نور قادين وقد رزق منها الأميرة زينب هانم

  • نايلة قادين لم يرزق منها أولاد

  • كلفدان قادين لم يرزق منها أولاد

  • قمر قادين لم يرزق منها أولاد  

الامير محمد عبد الحليم ابن محمد على باشا

(1831 - 1894 )

الامير محمد عبد الحليم نجل محمد على باشا

 

موضوعات ذات صلة

نشيد الاسرة العلوية

شجرة محمد على

رؤى المفكرين العرب لنهضة محمد على

محمد على والاقباط

فروع  اسرة محمد على

رسائل محمد على ابنائه وبها بعض التوجيهات والنصائح 

مذبحة القلعة 

سلالة محمد على باشا

مسجد محمد على بالقلعة

قصة النقود المصرية

الجيش المصرى فى عهد محمد على باشا الكبير .

فتوحات الجيش المصرى فى عهد محمد على باشا الكبير .

الاحتفال بالذكرى المئوية لوفاة محمد على باشا الكبير

لماذا رفض محمد على فكرة حفر قناة السويس  ?

محمد على بانى مصر الحديثة - حانت ساعة رد الاعتبار

قصر محمد على بشبرا ... تحفة معمارية

محمد على باشا من اليتم فى البانيا الى الحكم فى مصر

قصر محمد على

 

 الصفحة السابقة

مؤسس الاسرة العلوية   لحقه

محمد على باشا

ابراهيم باشا

1805 - 1848

الصفحة التالية

 

Copyright 2008 © www.faroukmisr.net