حوار مع الدكتور عمر حسنى نجل الدكتور حسين حسنى باشا

سكرتير خاص الملك فاروق

 

 

اجرى هذا الحوار عمرو ابو سيف مؤسس موقع الملك فاروق الاول

 

اسعدنى الحظ بالتعرف على الدكتور عمر حسنى نجل الدكتور حسين حسنى باشا السكرتير الخاص للملك فاروق طوال فتره حكمه ، وقد عمل الدكتور حسين حسنى باشا فى البلاط الملكى لمده اثنين وعشرين عاما كاملة ، عاصر خلالها عهد الملك فاروق ( عمل مع كبير الامناء منذ عام 1930 وحتى عام 1937 ) ، ثم شغل منصب السكرتير الخاص للملك فاروق منذ عام 1937 ، الى ان تنازل الملك عن العرش عام 1952 ، اى انه عاصر  عهد الملك فاروق بأكمله .

كما انه هو صاحب الكتاب الاشهر من بين الكتب التى صدرت عن الملك فاروق ( سنوات مع الملك فاروق ) .

 ‏وقد جاء التعارف بينى وبين الدكتور عمر حسنى  بعد مايقارب العام من وجود موقع الملك فاروق على شبكة الانترنت ، وتقريبا فى العام  2009 ، وقد تعددت بنا اللقاءات منذ ذلك الوقت وحتى الان ، اى مايقارب الثلاث سنوات تقريبا ، هذا وقد تجاذبنا الحديث فى العديد من الامور المتعلقه بالشأن المصرى ، وبالطبع كان يغلب على تلك الاحاديث الشأن الملكى المصرى بشكل عام ، والملك فاروق بشكل خاص ، وفى اخر لقاء بيننا فى منزله بمنطقة جاردن سيتى الهادئه ، طلبت منه ، ولاول مرة ان اجرى معه حديث او حوار ، مع العلم بأن هذا لم يحدث من قبل ، وبرقته المعهوده ودماثة خلقه ، وافق الرجل على طلبى هذا وبالفعل كان هذا الحديث .

 

 

الدكتور / حسين حسنى باشا

 

 

 

ماهى ذكريات سيادتكم عن انقلاب او ثورة يوليو ؟

 

كنا فى مصيفنا بلبنان عندما أذاعت الأنباء ، يوم 23 يوليو 1952 عن قيام حركة الجيش فى مصر والبيان الذى أذيع فى هذا الشأن وما تلاه من استقالة الهلالى باشا واسناد الوزارة الجديدة الى على ماهر باشا بناء على طلب الجيش ، واتصلت المفوضية المصرية ببيروت بالوالد بناء على اتصال تليفونى من القصر الملكى لاخبارة بأنه قد تم حجز مكان له على طائرة الأسكندرية صباح 24 يوليو ، طبعا أمضينا الليلة فى قلق الى ان سافر بالسلامة الى مصر .

 

لماذا انهمر الوالد حسنى باشا فى بكاء مرير عند وداع الملك فاروق ؟ وبماذا اوصى الملك فاروق حسنى باشا ؟

 

عند وداع الملك قبيل رحيله لآخرمرة من أرض الوطن مفارقا شعبه الذى أحبه ، عانق الوالد وشد على يده بين يديه متمنيا الخير لمصر ولشعبها الأبى ، ولعله طاف بذهنه وقتذاك ، مثل الوالد ، ذكريات الماضى بما تخللها من ساعات أو لمحات السعادة والألم والانتصار والهزيمة والحب والبغضاء والفخر والخزى ، الى نهاية المطاف فى هذه اللحظات ، فلم يتمالك الملك أن يطلب منه اذاعة الحقيقة ازاء ما يتوقعه من كثرة الأقاويل عنه ، فوق ما سمعه منها وهو مازال فى الحكم ، فكأنما كان يستصرخ الوالد للادلاء بما يعرفه عن حقيقة نوياه نحو وطنه وشعبه منذ، بل ومن قبل اللحظة الأولى من حكمه ، اذ أنه كان الوحيد الذى طالما فتح له قلبه وصارحه بما يجول فى خاطره بهذا الشأن ، ومن ثم كان الشاهد الأول بل الوحيد على ذلك ولعله أدركه الندم على ما فرط وتهاون فيه ، ولكن تداركه الأمل فى رحمة الله وغفرانه ، وأشاح الملك بوجهه عن الوالد مغالبا دموعه فقد كان فى أوج انفعاله ، والظاهر أن اللحظات الأخيرة التى مرت بالوالد ويده فى يد الملك فى أوج انفعاله كان لها أثرها العنيف فى نفسه فلما جلس على مقعده سيطرت علي كيانه هزة عصبية قوية جعلت الدموع تنهمر من عينيه بغزارة لم يعهدها ولم يعرفها من قبل .

 

هل تملك سيادتكم نسخة من وثيقة التنازل عن العرش ؟ وماهى كواليس هذا التنازل ؟

 

نعم لدى صورة فوتوغرافية يسعدنى اهداءها لكم ولقرائكم الكرام .

 

هل ظل والد سيادتكم على علاقة بالملك فاروق بعد الثورة ورحيله من مصر ؟

 

لم يكن على علاقة به بعد رحيله ولم يزوره لتعذر ذلك  .

 

هل والد سيادتكم صدق بعض الروايات التى اشارت الى تورط جهاز  المخابرات المصرى برئاسة صلاح نصر وقتها فى اغتيال الملك فاروق من خلال دس السم له فى الطعام ؟

 

كانت هذه الرواية متداولة بشدة ونظرا للأجواء التى عاصرتها جعلتها أقرب للتصديق خاصة عودة المتهم الأول ( ابراهيم البغدادى )  من روما على نفس الطائرة التى حملت جثمان الملك وكذلك دفنه فى الفجر فى مقبرة مجهولة . 

 

لحظات الاعتقال والغاء لقب الباشا ... ماخبايا هذه الايام ؟

 

تم اعتقال الوالد ، رحمه الله ، فى سبتمبر 1952 لحظة وصول طائرته القادمة من بيروت ونقل الى المعتقل بمصر الجديدة حيث كان يوجد الكثير من السياسيين والوزراء السابقين ، وقرب الفجر اصطحبته قوة الى منزلنا حيث فتشته وصادرة كل أوراقه الشخصية وما كان موضع اهتمامهم ، وعلى صوت هذه الحملة صحا الجيران وتجمهرعدد منهم لمؤزارة الوالد ، ومكث الوالد بالمعتقل دون تحقيق وبدون معرفة سبب اعتقاله مدة ثلاثة أشهر الى ان جاء فى يوم اللواء محمد نجيب لزيارة المعتقل ، ولما شاهد الوالد دنا منه مندهشا وسأله عن الاعتقال وسببه ووعده بالافراج عنه وهذا ما حصل فى اليوم التالى .

 

على مدار ثلاثة وثلاثين عاما منذ خروج الوالد من وظيفته وحتى وفاته ، هل تغيرت شخصيته ؟ وهل مارس اى نشاط ؟

 

شخصية والدى لم تتغير مطلقا طوال حياته أنه كان الوالد العطوف والصديق الصدوق لأولاده ، يملأ حياتهم بالبهجة والسرور ويغرس فيهم وأحفادهم التمسك بأهداب ديننا الحنيف وبحب الوطن عملا بمبادئ الزعيم الخالد مصطفى كامل التى دعت الى الأعتزاز بمصريتنا بقوله المأثور " لو لم أكن مصريا لوددت أن أكون مصريا " وعلى الأصرار على الكفاح لنيل ما نتمنى " لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس " . وبعد أستقالته من القصر سنة 1953 حرص على الابتعاد عن الأضواء وقلص نشاطه الأجتماعى ليقتصر على تبادل الزيارات مع أفراد العائلة والأصدقاء المقربين ولما كان رحمة الله يعشق هواية المشى واظب على ذلك طوال حياته .

 

لماذا التزم الصمت طوال هذه السنوات قبل الاقدام على كتابة مذكراته الشخصية والتى تم نشرها فى كتاب بعنوان ( سنوات مع الملك فاروق ) ؟

 

بعد قيام انقلاب 1952 كان العرف السائد فى ذلك الوقت هو اختلاق الاكاذيب جريا وراء المنفعة المادية أو المعنوية ، وأدى هذا الى سرعة ثراء البعض ، والذى كان من شأنه تشجيع الآخرين على السير فى هذا الطريق وأنتشر الغش والخداع فى الأعمال وأصبحت الرشوة فرضا لابد أن يؤديه أصحاب الحاجات ، وسادت موجة مغالاة فى أسعار الضروريات ، ومادام من يرتكب هذه المخالفات من ذوى الحظوة فلا بأس عليه ، اما اذا لم يكن وتفوه بشكواه لغير الله فمصيره القمع والتشريد بكل صوره ، ومرت البلاد بظروف شهدت ظهورالانتهازيين الساعين لتكوين الثروات على حساب الآخرين مما أثر على تقدم المجتمع وزاد على ذلك أن المرأ لم يكن يأمن فيه على نفسه أن يطلع عليه الصباح ، وهو ما زال بين أولاده دون أن تمتد اليه يد زبانية الشر فى الفجر ينتزعونه من وسط أهله دون ما جريرة سوى عدم احراز الرضا لدى أحد مراكز القوى ، ففى وسط هذه الظروف كيف كان يتسنى له الاقدام على الكتابة عن العهد الملكى وكان من رجاله المقربين من صاحب هذا العهد ؟

 

هل تدخلت  الدولة بعد الثورة ضد الوالد  ( علاج - سفر - مصادرة اموال او ممتلكات ) ؟

 

كل ما أستطيع قوله أن بالرغم من أن الدولة أعتبرته أنزه رجال الحاشية الملكية الا اننا مررنا بظروف عصيبة لا أريد ذكرها .

 

هل كان والد سيادتكم يتواصل مع الملكة فريدة قبل وفاتها والملك احمد فؤاد ؟

 

نعم كان يلتقى بالملكة فريدة بعد عودتها الى مصر ولكنه لم يلتقى بالملك أحمد فؤاد الثانى ولكن من ناحية أخرى أنا شخصيا كنت أتزاور مع جلالة الملكه فريدة وسمو الأميرات وجلالة الملك فؤاد وعائلاتهم .

 

حسنى باشا كان رجلا تقيا يتمسك بالتقاليد والموروثات ، وهو ماجعله يحاول ان يغرس هذه القيم فى فاروق الشاب الصغير ( منذ بداية توليه مقاليد الحكم ) ، فهل نجح فى ذلك ؟

 

فعلا نجح الوالد فى أن جعل الملك يقوم بالكثير من الانشطة ورفعة كلمة الوطن فعلى سبيل المثال :

  • أداءه صلاة الجمعة بالمساجد الاثرية .

  • الاحتفالات بشهررمضان المبارك بفتح القصور الملكيه وتقديم الافطار للشعب ، الاستماع لتلاوة القرآن الكريم من أشهرالقراء ، الاستماع للدروس الدينية .

  • وكان الملك يحضر الكثير من هذه الاحتفالات ليتواصل مع شعبه .

  • انشاء متحف الحضارة المصرية والاهتمام بالآثار .

  • زيارات الاقاليم والتواصل مع الشعب لمعرفة احتياجاته .

  • زيارة المصانع المصرية ومقابلة العمال عن قرب لمعرفة مطالبهم .

  • تكريم الخريجين المتفوقين . * عناية الملك بشئون الفلاح .

  • حضور اجتماع لمجلس الوزاراء للمطالبة بحق الفقير .

  • ارسال مبعوثى الأزهر الشريف الى مشارق الأرض ومغاربها لرفعة الاسلام .

هل صحيح ان الوالد كان وراء اطلاق لقب ( الملك الصالح ) على الملك فاروق فى بداية حكمه ؟

 

 

الشعب المصرى والصحافة المصرية كانوا وراء اطلاق لقب الملك الصالح لكثرة أعماله الخيرة وتمسكه بأهداب الدين ، بل وهب البعض بالمطالبة به اماما للمسلمين بعد اعلان علمانية تركيا التى كانت دولة الخلافة بعد غزوها لمصر ونقل الخلافة لاسطانبول .  

 

عرف عن الملك فاروق اهتمامه بمعرفة احتياجات الشعب بنفسه ، مامظاهر ذلك ؟

 

كان الملك فاروق شغوفا باصطحاب والدى فى زيارات ليلية لتفقد أحوال الشعب ، يقود فيها سيارة مدنية عادية ويتوقف عند أى بيت فى السيدة عائشة أو الحلمية مثلا ، ويدقون أى باب ويقدمان انفسهما لاصحاب البيت حيث يتم دعوتهما لتناول الشاى أو الشربات ، وفى أثناء الزيارة يتعرف المليك على مشاكل الاسرة ومتطلباتها ، ويقوم الوالد بارشادهم لكيفية زيارته فى اليوم التالى لايجاد حل لمشاكلهم أو لتوظيف من يبحث عن عمل . وهكذا كان الملك يلم بأحوال الرعية ، ومتطلباتها ، والمشاكل التى تواجهها ، ويقوم بتوجيه الحكومة لحل هذه المشاكل ، ومساعدة الشعب على العيش بكرامة وسعادة . وتحضرنى الذاكرة الواقعة التالية التى تناقلتها الصحف فى حينه ، والتى تنم عن تواضع الملك فاروق وحبه لمساعدة شعبه ، اذ كان فى طريقه الى تفتيش انشاص بسيارة خاصة ليست من سيارت القصر المعروفة ، وقد ركب سائقه الى جوارة عندما استوقفته سيدة ريفية حملت طفلها على كتفها وحملت قفة على رأسها ظنا منها بأنها سيارة أجرة تنقل الركاب بين بلاد الارياف ، ولما وقف الملك سألها عما تريد فأجابت المرأة المسكينة : انت رايح انشاص يا ابنى ؟ فأجابها بالايجاب ، فقالت المرأة : توصلنى لغاية تفتيش الملك بكام ؟ فقال: عاوزة تدفعى كام ؟ ، أجابت المرأة : والنبى ما معاية غير تلاتة تعريفة يا ابنى، خدهم ووصلنى. ففتح الباب واشار للسائق ان يجلس فى المقعد الخلفى وقال لها: ادخلى يا ست. فقالت المرأة: طيب خد العيل منى لما أحط القفة، فأخذ الملك الطفل منها وحمله بين يديه ثم جلست المرأة الى جواره وانطلقت السيارة فى طريقها لانشاص وفى الطريق فهم الملك من المرأة أنها تقصد تفتيش انشاص لترجو ناظر التفتيش أن يؤجل لها بيع جاموسة محجوز عليها من التفتيش لتأخرها فى دفع ايجار الفدان الذى تؤجره وتعطيه جنيها على الحساب لحين سداد الباقى فأخذت الشفقة الملك وقال لها: اسمعى، خدى الورقة دى واديها للناظر وهو يسيب لك الفلوس المتأخرة كلها. وكتب أمرا على ورقة بيضاء وامضاها بتوقيعه واعطاها للمرأة المسكينة التى لم تكن تعرف شخصيته والتى ترددت فى أخذ الورقة وقالت: يا ما يا سيدى جبت له وسايط، هوه ده بيقبل رجا حد؟ وفر يا ابنى على نفسك الورقة وبلاش كسوف. فأصر على اعطائها الورقة وأخرج ورقة من فئة العشرة جنيهات واعطاها لها قائلا: خدى العشرة جنيه دول ادفعى منها الايجار وادى الناظر الورقة. فبهتت المرأة وقالت: ولما انت يا ابنى غنى كده ليه بتشتغل سواق امال؟ اجابها الملك على الفور: القسمة كد! وأنزل الملك المرأة قبل التفتيش بدون أن تدرى شخصيته الاعندما أعطت الورقة لناظر التفتيش وقصت عليه الحكاية فعرفعها بجميل الملك فاروق وعندها انطلق لسانها بالدعاء للملك من قلبها .

 

حسنى باشا كان مصرا فى مذكراته على ان البطانة الفاسدة ، هى من افسدت الملك فاروق ومن ورائه الحكم فى مصر ، فمن كان اكثر هذه البطانه سوءا ؟

 

كان دور أحمد حسنين باشا بالنسبة للملك فاروق دورا سيئا ومفسدا اذ أنه أغوى الملك فى انجلترا بارتياد النوادى الليلية وحسن له حياة الليل وفعل معه ذلك بمصر ، والظاهر للعيان أنه كان شخصا عابثا لاهيا ، مسرفا مقترضا ، لايعبأ بمثل ولا بأصول مما ينبغى أن عبأ بها من يحيون فى مناخ قيادة الامم أو الحكومات ، وقصته مع الملكة نازلى تثير الازدراء على المستوى الخلقى والانسانى والسياسى لرائد مؤتمن على صبى صار ملكا ، كذلك علمنا بأنه عنصر مرتبط بالسياسة ، الانجليزية بمصر وعلاقته بالانجليزعلاقة سافرة وهو من أفسد الملك فاروق فى سنى التنشئة الأولى وساهم فى صرفه عن التعليم وزين له المفاسد . يمكن أن نقول بأن عصابة المذكورين أدناه وحادث 4 فبراير هى التى أفسدت الملك فاروق .

 

احمد حسنين باشا :

 

للحقيقة فان حسنين باشا لم يكن بطلا من أبطال الوطنية المصرية ، ولكنه كذلك لم يكن خائنا لبلاده أو صنيعة الاستعمار كما أتهمه بعض خصومه ، وبعض الذين لم يعرفوه أو عرفوه ولم يحبوه فهو كان رجل ذا مطامع واسعة تبايانت الآراء فيه وأختلفت ، والده كان شيخا ازهريا " الشيخ محمد حسنين " ولد فى بولاق ولكنه تخرج من جامعة أكسفورد العريقة وصاهر الأسرة المالكة بزواجه من لطفية هانم ابنة الأميرة شويكار ، مطلقة الملك فؤاد ، والتى طلقها فيما بعد ليكرس نفسه للملكة نازلى أرملة الملك فؤاد الشابة ووالدة ملك مصر الشاب . عمل حسنين باشا مفتشا بوزارة الداخلية ابان الحرب العالمية الأولى ثم سكرتيرا بسفارة مصر بواشنطون ، ثم امينا ثانيا للملك فؤاد ، ورائدا للأمير فاروق ولى العهد والأمين الأول للملك الشاب ثم رئيسا لديوان الملك فاروق ، وبذلك أمسك بخطوط السياسة المصرية فى فترة حرجة حالكة فى تاريخ مصر ، ما بين عام 1940 وعام 1946 ، وكان الرجل يقيم ويسقط الوزارات وفى نفس الوقت حرص على أن يبدو فى تصرفاته وأقواله كرجل لا يعرف شيئا مما يقع فى البلد ولا يد له فى أى أمر يقع ، وكان فى وقت ما بطل مصر للمبارزة بالسيف كما أنه حاول أن يكون أول مصرى يقود طائرته الخاصة بمفرده من أوربا لمصر ، كما نجح فى استكشاف مجاهل الصحراء الغربية مكتشفا واحة الكفرة . حسنين باشا كان ذا مطامع واسعة وكل نجاح يلقاه كان يغريه بالتماس نجاح آخر ، وكل منصب يرقى اليه يغريه بالسعى وراء منصب يفوقه سلطة ونفوذا . العلاقة بعد ذلك بين حسنين باشا حين صار رئيسا للديوان الملكي بالملكة نازلي معروفة للجميع خاصة الملك ، وزواجه منها . وفيما يتعلق بقصة نشأة العلاقة بين نازلي وحسنين ، فليس صحيحا ما تردد من انها بدأت بعد حادث 4 فبراير 1942 ، ولكنها بدأت بعد وفاة الملك فؤاد مباشرة وقبل ان يتولى الملك فاروق سلطاته الدستورية · وفى الواقع تقع المسئولية الاقوى فى محاولات فساد الملك على كتفى حسنين باشا على المستوى الشخصى والسياسى .

 

كريم ثابت :  

 

ظهر فى حاشية الملك الذى عينه مستشارا صحفيا ، وهو الذى تربى فى صحيفة المقطم وهى لسان حال الانجليز فى مصر ، وفضلا عن ذلك فقد كان شخصا فاسدا ومنحطا ويقال انه أختير ليكون قناة توصيل جيدة مباشرة بين الملك وبين لندن ، وأظهرت الوثائق الأمريكية التى كشف عنها مؤخرا أنه كان على صلة أيضا بالسفارة الأمريكية ورجال الأمن بها .

 

على ماهر باشا :  

 

كان أول رئيس للوزراء بعد تولى الملك العرش وكذلك كان أول رئيس وزراء بعد حركة 23 يوليو 1952 ، وكان الملك يثق به لأنه عمل مع والده الملك فؤاد ، لما جاء على ماهر باشا رئيسا للديوان الملكى قرر الغاء ما كان متبعا من استقبال معاونيه كل صباح ، ويقدم كل منهم التقارير التى لديه ويبحثها بنفسه ويملى توجيهاته فقرر أن تقدم اليه هذه التقارير ليعرضها بنفسه ويعود اليهم بالتوجيهات ، ولكن سرعان ما تباعدت مقابلات الملك له وأصبحت هذه التقارير تحمل الى الملك ويقرأها الشماشرجية ثم الخدم فيما بعد ، و بذلك فهو فتح الباب على مصراعيه لتدخلهم فى الامور السياسية وغير السياسية ، وتطورت الامور وظهر انطون بوللى ومحمد حسن وغيرهما .

 

حادث 4 فبراير 1942 :  

 

الوالد يحمل مسؤولية حادث 4 فبراير لاثنين الاول ، حسنين باشا رئيس الديوان والثاني النحاس باشا رئيس حزب الوفد ، وتبدأ الحكاية قبل الحادث بعدة ايام حين ذهب الصحفي مصطفى أمين الى القصر الملكي والتقى بحسنين باشا ليبلغه أنه علم من مصدر مؤكد حدوث اجتماع مهم فى مبنى السفارة البريطانية ، ضم كبار القادة العسكريين وكبار السياسيين اثر خبر وصل الى السفارة بأن الملك عازم على انهاء الازمة الوزارية باقالة وزارة حسين سري وتعيين علي ماهر رئيسا للحكومة ، واتفق في هذا الاجتماع على منع الملك من ذلك ولو باستخدام القوة وعزله من عرشه ، وطلب مصطفى أمين ابلاغ الملك بذلك لكن حسنين رفض الابلاغ وطلب ان يتم ذلك عن طريق السكرتير الخاص للملك ، فذهب مصطفى أمين لوالدى وحكى له الواقعة ، وكان الوالد قد تحدث مع الملك قبل ذلك والذى استبعد فكرة تعيين علي ماهر وكان تفكيره الاتجاه نحو شخصية مستقلة تماما تشكل وزارة قومية ، ومع ذلك نقل المعلومة للملك الذي طلب التأكيد لمصطفى أمين أنه ليس هناك اي تفكير في علي ماهر على الاطلاق · وتصاعدت الازمة يوم 2 فبراير بتقديم حسين سري استقالته فدعا الملك النحاس باشا الى تشكيل وزارة قومية لكنه رفض ، وعزم الملك على ان يدعو اليه مكرم عبيد في اليوم التالي ليقنع النحاس ، ولكن في مساء 2 فبراير اتصل السفير البريطاني بحسنين يبلغه علمه بمقابلة الملك للنحاس وأنه ينصح بترك مطلق الحرية للملك · وفي صباح 4 فبراير سلم السفير انذاراً الى حسنين باشا بضرورة تكليف النحاس بتأليف الحكومة في مساء نفس اليوم ، فدعا الملك قادة الاحزاب اليه واطلعهم على الموقف وطلب اليهم اتخاذ القرار ، وأعلن النحاس انه لا يعرف اي شيء عن الضغوط البريطانية على الملك ، وأنه لن يرفض طلب الملك اليه بتشكيل الحكومة ، ورفض رؤساء الاحزاب انذار السفير. ويلوم الوالد النحاس باشا ، فقد كان حريا به أن يعلن رفضه تشكيل الحكومة !! ثم وصل السفير الى القصر مساء 4 فبراير على النحو المعروف ، وقدم انذاره الى الملك ، فتحدث معه الملك عن لياقة الورقة المقدمة وأنه لا محل لها لأنه كلف النحاس فعلا بالتشكيل ، وكان الملك قد طلب الى حرس القصر عدم الاحتكاك مع الانجليز حتى لا تحدث مجزرة . ويتساءل الوالد فى مذكراته حول حسنين باشا وهو رئيس الديوان ويعرف خطورة الموقف ، لماذا لم يطلب الى حسين سري تأجيل التقدم باستقالته لايام او لاسابيع تفاديا للازمة ، ولماذا لم يعمل على حل ازمة وزارة حسين سري خاصة وأنه يعلم أن الملك لا ينوي تكليف علي ماهر بالوزارة ؟ ، ويوجه لوما عنيفا للنحاس باشا الزعيم الكبير الذي سمح بمظاهرة من شباب الوفد فى حديقة منزله حملوه على الاعناق وهتفوا فيها للسفير البريطاني الذي اهان كرامة الملك والبلاد · كان حادث 4 فبراير بداية تحول خطير في حياة الملك وإن بدأ بهدف بريء ، فقد اشاع لامبسون ان الملك يكره الانجليز ، عموم الانجليز ، ولم يكن ذلك صحيحا ، واراد الملك ان يكذب لامبسون عمليا ً، فقرر أن يتعامل مباشرة مع الشباب والافراد الانجليز في مصر ، وكان هؤلاء يتواجدون فى الملاهي الليلية خاصة الاوبرج ، فكان الملك يفاجئهم بالظهور بينهم في تلك الملاهى ، وهو أمر اثار السكرتير الخاص وآخرين غيره بالحاشية الملكية ، وفاتحوا حسنين باشا في هذا الامر ، فأخذ يبرره ويدافع عنه بان ذلك اتجاه محسوب وتحت السيطرة للصالح العام ، ثم عاد الوالد ليفاتح الملك والذى ردد نفس حجج حسنين ولكن الامور تطورت الى الاسوأ ، وبتعبيرالوالد ( إن التغيير الذى طرأ على سلوك الملك الشخصي في هذه المرحلة المبكرة كان طفيفا اذا قُورن بالانزلاق الخطير الذى طرأ على سلوكه فيما بعد). وبدأ تردد الملك على صالات القمار بالفنادق واكتشف الوالد الامر بالمصادفة ، ولما فاتح الوالد حسنين باشا فى الامر ، رد الاخير بأن الملك تربى مع اخواته البنات وكان محروما من الاصدقاء الشبان، ومن الافضل ان ينفتح على ابناء العائلات العريقة ، وهؤلاء يلعبون الورق وهو جزء من سلوكهم وليس دليل انحراف ··!!

 

فاروق الملك الوطنى :

 

عزم الملك الشاب على ان يتخذ سياسة وطنية تجاه الاحتلال الانجليزي لمصر ، وبدأ من القصر نفسه ، فقد امر بإبعاد كل من كان في خدمة القصر من الانجليز ، وبدأ بالسائق الخاص لسيارة الملك وكذلك رجال الحرس الخاص الذين يرافقون موكبه حول السيارة ، وأبقى فقط على الصيدلي الأول بالقصر إلى انتهاء عقده الخاص ، وأبقى ايضا المربيات الانجليزيات لشقيقاته ثم بناته من بعد ، ورفض الملك رجاء السفير البريطاني بتعيين مستر فورد بالقصر · أعقب ذلك طلب الملك من الحكومة - كانت حكومة الوفد - ضرورة ازالة الامتيازات التي كان يتمتع بها السفير البريطانى في مصر ، فقد كان مسموحاً بحراسة السفارة البريطانية في القاهرة بحراس من الجيش البريطانى رأسا ، ويفتح للسفير الباب الملكي بمحطة السكة الحديد عند سفره أو قدومه ، ويخصص له قطار خاص ويستقبل رسميا عند سفره ، وتوقف حركة المرور في الشوارع عند خروجه او مروره بالسيارة وتحاط سيارته بحراسة خاصة انجليزية ، هذه الامتيازات لا تمنح الا لملك البلاد ، وكانت تمنح للمندوب السامي البريطاني وقت ان كانت مصر رسميا تحت الاحتلال البريطاني ، ولكن بتوقيع معاهدة 1936 التي سماها الوفد معاهدة الاستقلال والشرف ، اقرت بريطانيا - على الورق - باستقلال مصر ، ويترتب على ذلك ان يتحول المندوب السامي البريطاني الى السفير البريطاني ويعامل كسفير وترفع عنه كافة الامتيازات ، ويرى الوالد ان اشارة الملك بالغائها كانت من أول اسباب حقد السفير البريطاني عليه ، والحقيقة ان الحكومة التي وقعت المعاهدة رأت الابقاء على الامتيازات مجاملة للسفير ··!! ولم يفعل الملك ذلك تجاه السفير لاسباب شخصية او خاصة بل عن رغبة صادقة في الحفاظ على كرامة بلاده والحرص على صيانة تلك الكرامة والتمسك بالمبادىء الوطنية القوية .

 

حسنى باشا هو من كتب اول خطاب يلقيه الملك الشاب وقتها فى حفل التنصيب ، فهل لدى سيادتكم نسخة من هذا الخطاب ؟ وما اهم ماجاء به ؟ ، ( كان فاروق يريده معبرا عن حبه وولاءه للشعب اكثر من الحكومة ) .

 

نعم يسعدنى أن أهديك وزوار موقعك نسخة من هذا الخطاب التاريخى الذى أذيع على الهواء يوم تتويجه ، وفيه بعث بتحياته وشكره لجميع أفراد الشعب لمشاعرهم الطيبة اتجاهه وأكد على عزمه احترام الدستور والقوانين والمحافظة على استقلال وسلامة الوطن ، وعاهدهم على وقف حياته لخدمة البلاد واعلاء كلمتها ورفع شأنها واسعاد الشعب. كذلك طلب من الشعب أن تتضافر قواه والعمل بتفانى حتى يتحقق للبلاد العزة والهناء والسعادة ، وأخيرا دعا الشعب أن يجعل شعاره ( الواجب والوطن واتقاء الله فيما يعملون ) .

 

حب فاروق لفريدة ( زوجته الاولى ) هل من روايات للتاريخ عن علاقة الحب الجميلة تلك ؟ والتى حاولت نازلى ورجال القصر افسادها كثيرا ؟

 

قصة الحب الخالده لفاروق وفريدته التى اعطاها اسما غير اسمها ولقبا غير لقبها وحبا لايضاهية الا حبها ، ولكى نعرف كيف حدث هذا الحب لنبدأ بمقدمات الزواج التى اثبتت السنوات انه ظل حيا متوهجا وباقيا فى قلوب الحبيبين الملك فاروق والملكه فريده ، وقد بدأت قصة الحب الخالده بين الشابين فى القاهرة حيث ارادتها الملكه الوالده زوجة من خارج البيت العلوى حتى تكون تحت امرها ولا تتعالى عليها ، ووضعتها فى طريق الملك وبكل عذريته عشقها ، وانقلبت الملكه الام عليها وارادت ان تبعده عنها فتحدى العالم وتزوجها ، ترعرع الحب العذرى بسان موريتز فى سويسرا واتفقا هناك على الزواج عند عودتهما الى مصر . ظل الاثنان يحبان أحدهما الآخر حتى وفاتهما ، وتحضرنى واقعة تدل على قوة هذا الحب وهى عندما رزق الملك بولى عهده الأمير أحمد فؤاد ، سارعت الملكة فريدة بارسال تهنئتها القلبيه بالمولود الجديد متمنية للجميع السعادة ورد الملك عليها برقيا وأمر بارسال أكبر سلة زهور اوركيد ابيض ( وهى الزهرة المفضلة عند الملكة فريدة ) اليها . ومرت الأيام وعندما التقى الوالد بالملكة فريدة بعد عودتها لمصر ذكرته بمناسبات لقائهما فى الماضى ، وأعرب لها عن المه ودهشته للسماح بالدسائس أن تفسد ما كان بينها والملك من علاقة وطيدة ، فقالت أنه كان يحدث بين الحين والآخر بعض ما يثير الخلاف بينهما كما يحدث كثيرا بين الشباب ممن كانوا فى عمرهما ، ولكن كانوا يعودان سريعا الى الصفاء والتفاهم ، الا أن أعوان الشيطان من الدساسين كان لا يهدأ لهم بال الا بتدبيرالحيل وخلق المناسبات للايقاع بينهما ، حتى حولوا حياتهما الى شقاق دائم ونزاع متتال مما أتلف أعصابهما حتى أصبحا يثوران لأتفه الأسباب .

ولما ذكرها بسلة الزهور التى أرسلها لها الملك أكدت بأنها تسلمت فقط برقية الرد ولم تصلها ولا وردة واحدة ، وبلغ بها التأثر بتأكيد الوالد بأنه كان شاهدا على أمر ارسال الزهور فلم تقوى على حبس دموعها فتندت بها عيناها .

 

تردد من البعض ان الملك فاروق قد تزوج الملكة فريدة اثناء وجوده فى  المنفى ، فهل لدى سيادتكم ايه معلومات عن هذا الموضوع ؟

 

أود أن انفى بشدة ما قيل عن زواج الملك فاروق والملكة فريدة مرة ثانية قبيل وفاتهما لأنه لم يحدث .  

 

هل صحيح ان المخابرات الانجليزية تدخلت بطريقة ما عن طريق عملائها فى وصول الحال بين فريدة وفاروق الى الطلاق ؟ وما الهدف من ذلك ؟

 

لم نسمع بأن السفارة البريطانية كانت وراء طلاق الملكة فريدة من الملك فاروق لأن السبب المباشر لذلك كان لشدة الخلافات بينهما لعنادهما ولرغبة الملك فى ان يكون له وليا للعهد .

ومن ناحية أخرى روى الدكتورهيكل باشا فى مذكراته " السياسة المصرية " أنه فى مقابلة له مع حسن صبرى باشا ذكر له أن السفير البريطانى سير مايلز لامبسون أبلغه صباح ذلك اليوم أن نزاعا حادا وقع بين الملك والملكة فى الثالثة صباحا ، وقص عليه تفاصيل العبارات القاسية التى تبدلاها وأنه لعل من أسبابها أن الملك لم يرزق منها بولد وانما بثلاث بنات ، وتدل هذه الواقعة على أن السفير استطاع التغلغل عن طريق من اصطنعهم من العملاء الى صميم الحياة الخاصة للملك والملكة بما يجعل من الميسور لهم تدبير الدسائس ووسائل الوقيعة بين الزوجين .  

 

كيف تحول الحس الوطنى لدى فاروق الذى زرعه فيه حسنى باشا الى حالة اخرى ادت الى قيام الثـورة ؟

 

الملك فاروق كان وطنيا للنخاع ويكفى أنه آثر التنازل عن العرش دون مقاومة حقنا للدماء وللحفاظ على وحدة الوطن ولسعادته ، لكن أسباب قيام الجيش بحركته كانت عدة ومن أهمها فى نظرى :

  • مسلك الملك الشخصى .

  • تدخل وتصرفات بعض أفراد الحاشية .

  • بعد حريق القاهرة توالت الحكومات الضعيفة التى لم تكن قادرة على الحكم .

  • انتخابات مجاس نادى الضباط ، التى ادت لاستبعاد مرشح الضباط الأمثل ، اللواء محمد نجيب ، واختيار قائد الحدود الذى لم يكن له شعبية .  

الى هنا وانتهى الحديث

 

 

مجموعة من الصور المتنوعة للدكتور عمر حسنى وبعض افراد العائلة المالكة

 

وثيقة تنازل الملك فاروق عن العرش

الدكتور عمر حسنى وقرينته وابنته مع الملكة فريدة

الدكتور عمر حسنى والملك احمد فؤاد والاميرة فوزية لطيفة ابنة الملك احمد فؤاد اثناء زيارتهما الى القاهرة

الدكتور عمر حسنى والملك احمد فؤاد

الدكتور عمر حسنى والاميرة فادية

الدكتور عمر حسنى والاميرة فريال

الدكتور عمر حسنى والامير على ابن الامير فادية

الدكتور عمر حسنى والامير شامل ابن الاميرة فادية

الاميرة فادية وقرينة الدكتور عمر حسنى

الدكتور عمر حسنى واسرته وحفيدته

 

نسخة مترجمة من الحوار

 

I am fortunate to have met Dr. Omar Hosny the son of Dr. Hussein Hosny Pasha the private secretary to King Farouk throughout his reign. Dr. Hussein Hosny Pasha worked in the Royal Court for a period of twenty-two years, during which he witnessed the reign of King Fouad (worked with the chief trustee from1930 until 1937), and then served as the Private Secretary to King Farouk from 1937 to the King’s abdication in 1952. He witnessed the entire reign of King Farouk. His memoires “Years with King Farouk” is the most famous of the books that appeared about King Farouk. I became acquainted with Dr. Omar Hosny after approximately a year from putting my site about King Farouk on the Internet. Our meetings have multiplied since that time, i.e. approximately three years ago. We have talked about many issues relating to the affairs of Egypt and of course to the Egyptian monarchy in general and King Farouk in particular. At the last meeting between us at his home in the quiet district of Garden City, I requested him, for the first time, to grant me an interview and with his usual grace and gentleness of nature he agreed to my request and this was the result of our dialogue.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

What are your memories of the coup or revolution of July 

 

We were in Lebanon when we heard the news on July 23, 1952 about the army coup d’état and the heard statement which was broadcast in this respect plus the subsequent resignation of Hilali Pasha and that the army charged Ali Maher Pasha, to form a new Cabinet. Later on, the Egyptian Chancellery in Beirut telephoned my father to inform him that at the request of the Royal Palace he had been on a flight the following morning, 24 July, to Alexandria. Of course, we spent an anxious night before he travelled to Egypt .

 

Why did Hosny Pasha break down and cry after paying his farewell to King Farouk? And what did King Farouk ask  Hosny Pasha to do

 

When my father was bidding the King farewell on his final departure from his homeland and leaving his beloved subjects, he hugged father and pressed tightly on his hand between his hands, wished Egypt and its proud people well, and perhaps remembered, like my father, past memories with glimpses of happiness and pain, victory and defeat, love and hatred, pride and shame, in such moments .

As the king expected a lot of bad things would be said about him he asked my father to tell the truth about what he knew and had heard during his reign, as if he was crying out to the father, to tell what he knew about his true intentions for his homeland and its people. From the first moment of his reign, my father was the only one to whom he always opened his heart and his mind on this matter and so he was the first and the only witness to that.

Perhaps he was full of remorse at his complacency and his excesses but redressed hope in God's mercy and forgiveness. Then the King turned his face away from my father fighting his tears as he was at the height of his emotions. Apparently these last minutes had a violent emotional impact on my father since as soon as he sat down, he was shaken by intensely strong feelings, never before experienced that made his tears pour down .

 

Lord Hosny Pasha wrote the King’s first speech to the Nation after his coronation, do you have a copy of this speech 

 

Yes, I am happy to present you and your site’s visitors with a copy of this historical speech, which was broadcasted live on the coronation day where he broadcast his greetings and thanks to all the people for their feelings good direction, affirming his determination to respect the Constitution and laws, maintaining the independenceand safety of the nation, affirming his determination to serve his country and to strive for the happiness of his people. Also, he asked the people to combine their forces and work diligently in order to achieve the country's pride and happiness .

 

Do you have a copy of the King’s abdication

 

Yes, I have a photocopy and I am happy to present it to you and your site visitors . 

 

Did His Lordship keep his relationship with King Farouk after the revolution and his departure? Did he visit him in his exile

 

After the Kings departure my father had no contact with him nor visited him either. It wasn’t possible .

 

Is it true that the Egyptian intelligence service, headed by Salah Nasr then, assassinated King Farouk by poisoning his food as some media reports suggested

 

This story was widely circulated and had some credibility especially as the most likely suspect, Ibrahim al-Baghdadi, was on the plane carrying the body of the King and the subsequent hasty burial

 

What are the secrets of the days of your father’s detention 

 

My father, may God have mercy on him, was detained in September 1952 the moment his plane from Beirut landed and was taken to a detention centre in Heliopolis where he was joined by a lot of politicians and former ministers.

Near dawn he was taken to our house where they inspected and seized his personal papers and many objects of interest. At the sound of this campaign neighbours were awakened and gathered to support father.

He was detained for three months without interrogation and without knowing the reason for his detention until one day General Mohammed Naguib came to visit him and was astonished to see my father and asked him about his arrest and the reasons. He promised to have him released and this happened the next day . 

 

Since the departure of the King till he passed away, over thirty-three years, did the Pasha’s personality change? and were his activities slightly affected

 

My father’s personality has not changed at all throughout his life he was a compassionate father and friend to his children, filled their lives with joy and pleasure and taught them and his grandchildren to observe our religion and patriotism in accordance with the principles of the eternal leader Moustafa Kamel, who invited us to be proud Egyptian as he said "If I wasn’t born Egyptian I would have wished to be an Egyptian," and insisted that we must struggle to achieve whatever we wish according to the saying "there is no despair with life and no life with despair." After his resignation from the Palace,1953, he kept a low profile and reduced his social activity to limited exchange of visits with members of the family and close friends but he daily exercised by walking which was his hobby throughout his life . 

 

Why did His Lordship keep silent all these years to write his personal memoirs 

 

After the 1952 coup, the norm at the time was fabricating lies in pursuit of the moral or material benefit, and this led some speed wealth and encouraged others to follow suit and thus business fraud and deception thrived and bribery was essential in orderto pay the people.

Price increases of necessities spread, and as long as those who committed such violations were in favour then they had nothing to fear, but if someone was not in favour complained then his fate was repression and punishment.

The country passed through conditions that saw the appearance of wealth seekers at the expense of others, thus affecting the progress of society. No one was safe during The night hours when security agents made arrests and took away men from their families without any evidence of any crime being committed. Their only crime being out of favour at that moment. In the midst of these conditions, how was he able to write about the Royal Era where he was closely associated with the head of this era

 

After the revolution, did the State take any action against Hosny Pasha and the family regarding medical treatment - travelling abroad - confiscation of money and property

 

All that I can say is that although the country considered him more virtuous of the Royal Court but we still went through tough times which I do not want to discuss .

 

Did your father continue to see Queen Farida before her death and King Ahmed Fouad 

 

Yes, he used to meet the Queen after her return to Egypt, but he did not meet King Ahmed Fouad II, but on the other hand I personally used to visit HM Queen Farida, their Highnesses the Princesses and still visit His Majesty King Fouad and their families . 

 

Hosny Pasha was a pious man who followed traditions and heritage. He tried to implant such values in the young King at the time (since the beginning of his accession to power), did he succeed 

 

Actually he succeeded in encouraging the King do a lot of activities and raise the awareness of the homeland, for example

- In his performance of Friday prayers in the historical mosques .

-The celebrations of the blessed month of Ramadan by opening the royal palaces and serving breakfast to the people who were invited to listen to Quran recitation by famous readers, and listen to religious lessons. Also, the king used to attend many of these celebrations to continue mixing with his people .

-    The foundation of the Egyptian civilization museum and his care for the antiquities .

-     - He visited the regions to communicate with the people to allow him to better know their needs .

-    - He visited Egyptian factories and personally talked to the workers to hear their demands. - Honouring outstanding graduates. - Paid attention to the farmer’s affairs .

-     - He attended a meeting of the cabinet to demand the rights of the poor .

-     - Ordered Al-Azhar to send envoys to all over the world for the elevation of Islam .

 

Is it true that the Pasha was behind the launch of the title (good king) at the beginning of the King’s reign

 

-     The people of Egypt and the Egyptian media were behind the launch of the title forhis many good works and his adherence to religion, some people even wanted to proclaim him Imam of the Muslims especially after the announcement of the secularity Turkey, which was a state of Caliphate after their invasion of Egypt and the transfer of the Caliphate to Istanbul .

 

It was known that King Farouk was keen to know, for himself, what the people might need, any comment 

 

-     King Farouk was passionate to inspect the conditions in which the people lived, so, accompanied by my father they drove at night, in an unmarked private car, around the city and would stop at any house, say in Saida Aisha or Hilmeya for example, then they would knock on any door and present themselves to the house where the owners would invite them in to drink tea or sherbet. In the course of the visit the King would learn the family’s problems and needs then he would ask my father to help them and invite them to visit the palace the following day to find a solution to their problems or to find a job if someone was looking for work .

Thus the King became familiar with the conditions of his people, their needs and their problems to enable him to direct the government to resolve such problems to help the people to live in dignity and happiness .

I recall the following incident that was reported by newspapers in a timely manner, reflects the humility of King Farouk and his passion to help people. He was on his way to inspect his Inshas domain, driving an unmarked car with his driver sitting next to him, when a country woman carrying her baby on her shoulder and a basket on her head, thinking it was a taxi carrying passengers between the rural areas, stopped him. When the King stopped he asked her what she wanted the poor woman replied: Are you going to Inshas, my son? He replied yes, the woman said: Could you take me to the King’s Domain? He said: How much do you want to pay? The woman replied: I swear all that I have is 3 taariffa, my son, take them and drive me there. He opened the door and asked the driver to sit in the back seat and told her: you come in. The woman said: Well hold the child while I get in, the King took the child in his hands while the woman sat next to him. He then started the car on the way to Inshas. On the way the King understood from the woman that she was going to Inshas to request the superintendent of the domain to postpone the sale of her buffalo which was taken for late payment of their rent of an acre. The king then gave her 10 Pounds to pay the Pound she owes the domain on account and pay the rest later. The king pitying her said: Listen, my dear lady take the paper to the domain master who will then forgive you for the late money you owe. He wrote something on a white sheet signed it and gave it to the poor women, who hesitated to take the paper and said: O, Sir, he never listens to any pleading so save yourself the trouble, my son, as there is no need to write anything to him. The King insisted on giving her the paper and a ten pounds note saying she should give this paper and pay off the pound rent she owes. The astonished woman said: Tell me my son, if you are so rich why are you working as a driver? The King immediately replied: Kismet! The King dropped the woman at Inshas without knowing him till she gave the headmaster the King’s paper and told him the story who then told her it was King Farouk and then she said from her heart a prayer to the king .

 

Lord Hosny Pasha was adamant in his memoirs that bad company, had spoiled King Farouk’s rule in Egypt, which one of this bad company was the worst

 

The bad role of Ahmed Hassanein Pasha in spoiling King Farouk was evident as he

lured him when he was studying in England to night clubs and praised the night life and did the same with him in Egypt. It seems evident that he was a mindless person, a playboy, extravagant, borrower, who didn’t care for principals that are important for those who live to lead nations or governments. His story with Queen Nazli raises the level of contempt for moral, humanitarian and political values on the boy’s mind and who became a king. Also we know that he was linked to British Politics in Egypt and his relationship with the British was well known, he was the one who was a bad influence on King Farouk in his early years and prevented the King’s full education .

 

We can say that those mentioned below and the incident of 4 February marred King Farouk :

 

Ahmed Hassanein Pasha

 

Hassanein Pasha was not a hero of the Egyptian nationals but was also not a traitor to his country or a creature of colonialism as some of his opponents suggested, and some who did not know or did know him but didn’t like him thought that he was a man of ambitions and wide, varied, and differing views. Although his father was an old Al-Azhar Scholar, "Sheikh Mohamed Hassanein," he graduated from Oxford University. He married into the royal family by marrying Lutfia Hanim daughter of Princess Shwikar, King Fouad’s divorcee, whom he then divorced later to devote himself to Queen Nazli, King Fouad’s young widow and mother of the young king of Egypt.

Hassanein Pasha, worked as an inspector at the Ministry of Interior during the First World War, then secretary of the Embassy of Egypt in Washington, then 2nd secretary to King Fouad II, a guardian to the Crown Prince Farouk and First Secretary of the young king and then a Chamberlain of the Court of King Farouk. So he grabbed the lines of Egyptian policy in dark and critical times in the history of Egypt, between 1940 and1946 and he caused the formation or fall of governments and ministers. He was not keen to appear as a man of action but as a man who isn’t involved in the events of the nation.

He was the Egyptian champion in duel fencing; also he tried to be the first Egyptian to fly his private plane solo from Europe to Egypt. He succeeded in exploring the desert of Western Sahara where he discovered the oasis of Kufra.

Hassanein Pasha had broad ambitions and every success he achieved tempted him to seek another success, which tempted him to pursue unsurpassed power and influence.

After the relationship between Hassanein Pasha, when he became Chamberlain of the Royal Court, and Queen Nazli became known, even to the King, then they were secretly married at a later date.

With regard to the emerging untrue story that the relationship between Nazli and Hassanein had started after February 4, 1942, actually it began after the death of King Fouad and before King Farouk was crowned.

In fact, the strongest responsibility of the attempts to badly influence the King, on personal and political level, falls on Hassanein Pasha’s shoulders .

 

Karim Sabet

 

The King appointed him as a press secretary and so he appeared in the King’s entourage although he grew up with the daily Al-Mokattam, the mouthpiece of the British in Egypt, and was a corrupt and degraded person. It was said, then, that he was chosen to be a good direct channel between the king and London. Recently published American documents revealed he was also linked to the American embassy and their security men.

 

Ali Maher Pasha

 

He was the first prime minister after the king took the throne as well as the first prime minister after the movement of July 23, 1952. The king trusted him because he worked with his father, King Fouad. When Maher Pasha, became the Chamberlain, i.e. Chief of the Royal Court, he decided to cancel what was a Custom, that the King received his aides, every morning, where he discussed their reports with them. Instead Maher Pasha asked them to submit their reports to him, dictated his instructions and decided to submit a summary of these reports to the King asking for his guidance, but quickly such interviews with the King ceased and these reports were left to the footmen “servants” to read and present to the King and so the door was left open for interference in both political and non-political matters, and developed into the interference of people like Antoine Polly, the Italian barber, Mohammad Hassan” the footman” and others .

 

February 4, 1942 incident

 My father puts the responsibility of the 4th of February incident on the first two, Hassanein Pasha, the Chamberlain and Nahhas Pasha, head of the Wafd Party . The story begins several days before the accident when the journalist Moustafa Amin went to the Royal Palace and met Hassanein Pasha, to tell him that he had learned from a confirmed source of an important meeting in the British Embassy, which included senior military commanders and senior politicians, after hearing the news that the king is determined to end the ministerial crisis by sacking Hussein Serri’s cabinet and the appoint Ali Maher, as a prime minister. At this meeting it was agreed to prevent the king from doing that, even if necessary by force and remove him from his throne. Moustafa Amin asked Hassanein to inform the King of this but he refused saying that it should be done by the King’s private secretary, my father, whom Moustafa Amin met and told him of the incident. As my father had spoken with the King earlier, ruled out the idea of appointing Ali Maher because the King was in favour of appointing an independent person to form a National Government however, my father reported to the King Moustafa Amin’s news, who asked him to assure Moustafa Amin that there was no thought of selecting Ali Maher.

The crisis escalated on Feb. 2 when Hussein Sirri Pasha submitted his resignation to the King who then called Nahhas Pasha to form a national government but he refused, so the King decided to invite Makram Ebeid the next day to convince Nahhas Pasha to accept. But on the evening of 2nd of February the British Ambassador called Hussein, to meet him and told him of his knowledge of the King’s meeting with Nahhas and advised him to leave the absolute freedom to the King .

On the morning of February 4th, the Ambassador handed an ultimatum to Hassanein Pasha to assign Nahhas Pasha to form the new government that same evening. The King called the leaders of the parties to him and briefed them on the situation and asked them to take the decision. Nahhas said he did not know anything about the pressure the British were putting on the King, and he would not reject the King’s request to form a government but the party leaders rejected the Ambassador’s ultimatum.

In my father’s memoirs he blamed Nahhas Pasha for not refusing to form a government under such conditions!

As it is well known, The British ambassador arrived to the palace in the afternoon of Feb. 4, gave his ultimatum to the King, who told him that it has no meaning as he had actually charged Nahhas Pasha with the formation of the new cabinet. Earlier, the King had asked the Palace guards to avoid any friction with the English army surrounding the Palace so as to avoid a massacre .

My father asks in his memoirs, why Hassanein Pasha, the Great Chamberlain, who knew of the seriousness of the situation, did not ask Hussein Serri Pasha to delay his resignation for days or weeks in order to avoid a crisis, and why not work to solve the crisis .

He directed greater criticism at Nahhas Pasha, the great leader, who allowed the delegation of young supporters to stage a demonstration in the garden of his home and carried him on their shoulders and hailed the British Ambassador, who insulted the dignity of the king and the country .

The 4th February accident was the beginning of a dangerous turn in the life of the King and caused Lampson to say that the King hated the English, which was not true. As the King wanted to give Lampson a lesson, he decided to directly mix with young people and English individuals in Egypt, who were at the private nightclubs such as “Al-Auberge”. My father was stunned when he heard that and approached Hassanein Pasha in this matter. He tried to justify and defend such actions by saying that this direction is well calculated and controlled as it is in the public interest. Then my father approached the King with his criticism, who echoed Hassanein’s same arguments. This trend developed for the worst, and in my father’s own words: the change in the King’s behaviour at this early stage was slight compared to the serious slide that occurred in the latter period. So, the King started with hesitation to gamble in hotels and when my father discovered it by accident he voiced his disapproval to Hassanein Pasha who replied that the King grew-up with sisters and was deprived of friends and young men so it is best that he meets children of old families to play cards and socialise with them and that was the start of a dangerous deviation! .

 

The Patriotic King Farouk 

 

The young king was determined to take a patriotic policy towards the British occupation of Egypt and started with the palace itself, where he ordered all English employees to be expelled from the service of the Palace. The King began with his driver and his private security guards who accompanied his motorcade. He only kept the palace’s pharmacist to the end of his contract, and also kept his sisters and daughters English governesses but refused to please the British ambassador by appointing, his ex-English tutor, Mr. Ford in the Palace

This was followed by the King asking the government - the Wafd government- to cancel all the privileges enjoyed by the British Ambassador in Egypt. These included British Army personnel to guard the British Embassy, the use of the Royal train, the use of the Royal gates at railways stations, salons and the special treatment

given him where roads were cleared and traffic halted while his private English guards surrounded his motorcade.

Such privileges are only granted to the King, but were granted to the British High Commissioner at the time that Egypt was formally under British occupation. In the 1936 treaty with Britain (the Treaty of independence and honour), Britain acknowledged the Independence of Egypt and thus the British High Commissioner to become the British Ambassador who, as an ambassador, lost his special privileges .

The King did not do that for personal or private reasons but as a sincere desire to preserve the dignity of his country and concern for the maintenance of the dignity and upholding on his principles of strong national dignity. In my father’s memoirs the King saw the waiving of such privileges as one of the first reasons for the British Ambassador disliked him. In fact the “Wafd” government that signed the treaty had kept the privileges as a courtesy to the serving Ambassador then!! .

 

Do you have anything more to tell us about the beautiful fairy tale love story between King Farouk and Queen Farida (his first wife)? Whom Queen Nazli and men from the palace tried to spoil, any stories about that love 

 

The story of the everlasting love of Farouk and Farida” to whom he gave a different name “Farida” and a different title .

 Let's start with the introductions of the marriage, which the years have proved it remained alive, glowing in the hearts of the lovers “King Farouk and Queen Farida”.

This story of everlasting love between the young couple began in Cairo, where the Queen mother wanted a wife from outside the royal family so as to be under her control and not to be above her, so she put “Farida” in the King’s way who with all his virgin passion loved her. Their platonic love grew in San Moritz in Switzerland and they agreed to get married when they returned to Egypt. Later on, The Queen Mother wanted to keep them apart but the King braved the world and married her.

The two loved each other until their death, and I recall an incident that shows the strength of this love. When the King had his heir “Prince Ahmed Fuad” Queen Farida sent him a hearty congratulations cable and wished them happiness. When the King read the cable he asked my father to order a large basket of White Orchid flowers (Queen Farida’s favourite flower) to be sent to her with a warm thank you cable. The years passed till my father met Queen Farida after her return to Egypt and they talked about past occasions and he expressed to her his anguish and surprise that she let intrigue spoil that beautiful relationship between her and the king. She said that disagreements caused mounting differences between them, as often occurs among young people of their age, but they always quickly returned to clarity and understanding, but people with malice interfered to destroy the love between them.

When my father mentioned the basket of flowers sent by the King she said that she

only received a telegram but not one rose and she was so touched by my father’s confirmation that he was a witness to sending the flowers that she couldn’t hold back the tears in her eyes .

 Some people circulated that King Farouk had remarried Queen Farida while in exile; do you have any information about this subject

I would like to strongly deny what was said about the marriage of King Farouk and Queen Farida before their death as it did not happen .

 

Is it true that the English intelligence intervened in some way, through their agents, to hasten Queen Farida and King Farouk’s divorce? What was the purpose of doing that 

 

We did not hear that the British embassy was behind the divorce of Queen Farida and King Farouk. The divorce happened due to the intensity of the differences between them and the King’s desire to have an heir.

On the other hand Heykal Pasha in his memoirs " Egyptian politics," said that a Hassan Sabry Pasha told him that the British ambassador Sir Miles Lampson told him that morning that a sharp quarrel happened between the King and Queen at three in the morning, giving details of the harsh exchanged of words and that perhaps the queen is the reason why they didn’t have a boy but three girls. This indicate that the ambassador was able to penetrate through his implanted agents to the heart of the private life of the King and Queen making it easy for him to measure the plots and means to drive a wedge between the couple .

 

How did the patriotic principals that Lord Hosny Pasha implanted in King Farouk transform into another case that led to the revolution

 

King Farouk was so patriotic that he chose to abdicate without a struggle to prevent bloodshed and to preserve the unity and happiness of Egypt .

The reasons for the army’s movement, in my view: were several reasons but the most important ones were

    The private life style of the King .

     Intervention and the actions of some members of the entourage.

    After the Cairo Fire came weak successive governments who were not capable of governing.

    The Officer Club elections which led to the exclusion of the optimal officer’s candidate, General Mohammed Naguib and the selection of an unpopular officer instead.

 

 

الصفحة السابقة

 

Copyright 2008 © www.faroukmisr.net